مدرج على قائمة اليونسكو.. تعرف على أشهر أطباق موريتانيا

وعلى الرغم من أنها تتقن تحضيره جيداً، إلا أنها قررت شراءه جاهزاً من فاله، وهي بائعة الكسكس في الحي.

وتجلس فاله كل مساء بمكانها المعهود في الحي، حيث يقصدها أغلب السكان لشراء حاجتهم من الكسكس، بعد أن قضت جل يومها في تحضيره.

وتشرح فاله لموقع “سكاي نيوزعربية”، طريقة صناعة الكسكس الموريتاني، قائلة : “أشتري الخالص، وهو عبارة عن حبوب صغيرة من معجون القمح، استخدم الدقيق لفتلها في طبق كبير حتى يأخذ الكسكس شكله النهائي، ثم أرشه بالزيت وأضع عليه “تقية” (مسحوق ورق نبات الملوخية) وأتركه لينضج على البخار”.

تكرر فاله وضع الكسكس عدة مرات في الطبق نصف الدائري ذي الثقوب الكبيرة، والذي تجعل فيه قطعة قماش شفاف يسمح بمرور بخار الماء، وبعد أن تتأكد من أنه أصبح جاهزاً، تحمله إلى مجلسها لبيعه للزبائن.
ويعتبر بيع الكسكس مصدر عيش لشريحة كبيرة من النساء غير المتعلمات في موريتانيا، خصوصا من فئة “الحراطين“.

طريقة للتحضير

تطبخ عيشه بعض اللحم مع قليل من البصل، وتتركه حتى ينضج، ثم تسكب المرق الساخن على الكسكس وتغطيه حتى تمتصه الحبات الصغيرة وتكتسب طعمها اللذيذ.

وبخلاف الطريقة الموريتانية يتميز الكسكسي في بلدان المغرب العربي، ليس فقط بالياء التي تلحق باسمه، ولكن أيضا بالاعتماد على الخضار أكثر من اللحوم.

وتقول المغربية خديجة الغالمي، وهي صاحبة مطعم في نواكشوط: “في المغرب لابد من سبعة أنواع من الخضار مع الكسكسي، هي البصل والطماطم والجزر واللفت والملفوف والكوسة واليقطين أو القرع العسلي، مع القليل من اللحم أو مع الدجاج”.

وتوضح خديجة لموقع سكاي نيوز عربية : “الفرق بين الكسكسي في موريتانيا والمغرب أن الموريتانيين يفتلونه ويعتمدون على اللحم بكميات كبيرة ويضعون عليه السمن، بينما في المغرب والجزائر وتونس نستعمل الكسكسي المصنّع وننضجه بالبخار، ثم نصنع له مزيج الزبيب والحمص ونضيف البقدونس والفلفل وزيت الزيتون وكذلك بهارات مثل الزنجبيل والكركم والزعفران والقرفة.

وجبة الأعراس

ويعتبر الكسكس في موريتانيا وجبة الأعراس الأساسية بل ووجبة كل المناسبات.. ومن العادات القديمة أن زوجة الإبن يلزمها في أيام الأعياد أن “تُوَجِّب” أنسباءها بطبق فاخر من الكسكس ترسله لهم ظهر يوم العيد.

على قائمة التراث العالمي

في 16 سبتمبر 2020 أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، اليونسكو، طبق الكسكسي على قائمة التراث العالمي، بعد ملف مشترك تقدمت به كل من موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس، منهية بذلك جدلا ظل يحتدم لفترة طويلة حول أحقية كل بلد بامتلاك الطبق الأكثر شعبية في شمال إفريقيا.