بعد جمع مليوني دولار.. والدة الطفلة رقية توجه رسالة للمصريين

واستطاع المصريون جمع مبلغ تجاوز الـ45 مليون جنيه خلال يومين فقط، وهي قيمة إبرة “زولغنزما” الأغلى في العالم، التي تصل تكلفتها إلى قرابة مليوني دولار، لإعطائها للطفلة في الأيام المقبلة وإنقاذها من المرض.

وجمعت التبرعات على مدار الأيام الماضية بعد موافقة وزارة التضامن الاجتماعي في مصر على فتح حساب لصالح علاج الطفلة، ليتسابق الجميع في تقديم المال ويتم الإعلان عن بلوغ المبلغ المطلوب.

ووجهت نورهان عبد الحميد والدة الطفلة رسالة شكر للمصريين، خلال حديثها لموقع “سكاي نيوز عربية”، عندما قالت: “ما حدث كان معجزة، لم أصدّق كل هذا الدعم والمحبة من الناس، لهم منا جميعا كل التقدير على مساعدتهم، فقد ضربوا مثالا بأن المصريين إخوة وأن المستحيل من الممكن أن يحدث ويصبح حقيقة“.

بداية اكتشاف المرض

وتحدثت الأم عن بداية معاناة طفلتها مع المرض، قائلة: “اكتشفناه بعد شهور من ولادتها بعد التنقل بين عدد كبير من الأطباء. في البداية كانوا يرون أنها طبيعية وأن عدم حركتها أثناء الجلوس أو النوم طبيعية، وعندما وصلت لعمر سنة قال لنا أحد الأطباء أن نتوجه لأخصائي مخ وأعصاب“.

ووصفت الأم خبر تشخيص ابنتها بـ”الصدمة”، قائلة: “بعد فحوصات وأشعات كان رد الأطباء أنها تعاني من الضمور العضلي. كان الأمر قاسيا علينا جميعا، لأننا لا نملك تكاليف هذا العلاج باهظ الثمن، لكن الحمد لله شهامة المصريين ستكون السبب في إنقاذ ابنتنا الصغيرة“.

واستطردت: “أحلم باليوم الذي تقف رقية فيه وتلعب. حقيقة كان قلبي يبكي يوميا بعد معرفة إصابتها وصعوبة علاجها، سيجازي الله جميع الذين وقفوا بجوارنا خيرا”.

ودعم عدد كبير من الفنانين الطفلة رقية، عبر حساباتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، من بينهم الفنان محمد هنيدي الذي طالب بالتبرع بأي مبلغ “مهما كان قليلا” لإنقاذها، مضيفا: “الأزمة تكمن في اقتراب الطفلة من بلوغ عامين بعد 10 أيام فقط. المبلغ كبير لكن لو 100 أو 200 ألف تبرعوا سنستطيع جمعه”.

توزيع الحلوى والمشروبات

وحكت دعاء سليمان جدة الطفلة عن الدعم الي حظيت به الأسرة، بالقول: “الطفلة أيقظت أرواح الناس وجعلت الجميع يدا واحدة. عندما علمنا بأن المبلغ تم جمعه، قام أهالي المنطقة بتوزيع الحلوى والمشروبات من سعادتهم“.

وأضافت لموقع “سكاي نيوز عربية”: “رقية تعامل معها الجميع وكأنها ابنتهم. أتمنى من الله أن تمر هذه الفترة على خير، وأن يكون الشفاء في تلك الحقنة. كنت أدعي طوال الوقت بأن يسخّر الله لها قلوب الناس، فكل نبضة من قلب رقية سيكتب الله لهم بها ثوابا”.

ونوهت الجدة إلى أنه “بعد نجاح حملة تبرعات رقية، سنستكمل الحملة لمساندة جميع الأطفال الذين يعانون هذا المرض”، مضيفة: “الجميع أولادنا، وكما وقف المصريون مع رقية بإذن الله سيدعمون البقية ويوفرون لهم العلاج“.

وعلّق مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي أيمن عبد الموجود، على مرض رقية وتكاتف المصريين لدعمها، قائلا: “الشعب المصري بطبيعته محب للخير، ويقف دائما بجوار المحتاجين ويتكاتف”.

وتابع في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”: “وفقا للقانون رقم 149 لسنة 2019، ندعم ممارسة العمل الأهلي والوقوف بجوار الأشخاص الذين يريدون جمع تبرعات لصالح الأعمال الخيرية، إذ يتقدم للوزارة العديد من الأشخاص لفتح حسابات خاصة للتبرع كما حدث مع أهل الطفلة رقية“.        

وأكد عبد الموجود أنه “يتم التبرع من خلال البنوك الرسمية المعتمدة أو من خلال شركات جمع التبرعات المختلفة، والغرض يكون محددا، ومع انتهاء السنة المالية أو اكتفاء الغرض يتم تصفية للحساب وصرف الأموال في الغرض المخصص لها“.

واختتم المسؤول حديثه قائلا: “في حال كان هناك فائض عن المبلغ المراد، يتم صرفه لعلاج حالات أخرى مماثلة لم يتسن جمع الأموال لها”.