الجزائر.. وهران تحتضن مهرجان أغنية الراي

ويشهد الحدث الثقافي إقبالا كبيرا من جانب الجماهير التي اشتاقت لمثل هذه الفعاليات الثقافية والفنية في الجزائر، وذلك بعد توقف استمر 3 سنوات من جراء تفشي فيروس كورونا.

ويرافق تنظيم هذا المهرجان نقاشا حول أصل أغنية الراي، والفرق بينها وبين الأغنية الوهرانية، وهو ما يعكسه تنظيم مهرجان ثان بالتوازي مع مهرجان الراي، بعنوان “مهرجان الثقافي المحلي للموسيقى والأغنية الوهرانية”، بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران.

ويجمع مهرجان الأغنية الوهرانية، أيضا 20 فنانا من قامات الأغنية الوهرانية، على غرار معطي الحاج وحرية بابا وهواري بن شتات، ويرفع شعار الحفاظ على الطابع الموسيقي الوهراني الذي يواجه عدة تحديات.

وفي حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، قالت محافظة مهرجان الأغنية الوهرانية، خليدة بن دالي: “الأغنية الوهرانية تختلف عن أغنية الراي من حيث الكلمات واللحن والتوزيع الموسيقي، فهي وليدة القضايا الوطنية والتراث، وتحكي معاناة الشعب الجزائري، وهو ما جاءت به قصائد الشيخ الخالدي على إيقاعات القصبة والبندير”.

ويخشى القائمون على المشهد الثقافي في الجزائر، من أن يندثر هذا الفن بسبب دخول العديد من التوجهات الغنائية الجديدة التي بدأت تستهوي الشباب.

وتعليقا على ذلك، قال الشيخ الهواري بشير، الذي يعتبر أحد أعمدة الأغنية الوهرانية، إن هذا الفن “بحاجة ماسة لمزيد من الدعم والتشجيع للحفاظ عليه من الاندثار”.

وأضاف الهواري في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”: “الأغنية الوهرانية ساهمت في الحفاظ على الهوية الجزائرية وقاومت الاستعمار، وعلى الجميع، دولة وشعبا، العمل معا للحفاظ عليه، وذلك من خلال تشجيع الشباب على أداء هذا النوع من الأغاني الأصيلة وتطوير موسيقاها، وتوفير الدعم اللوجيستي والمادي لكل من يحمل رسالة هذه الموسيقى المحلية”.

من جانبه، أوضح الفنان الجزائري، الهواري بن شنات، الذي يعد أحد رواد أغنية الراي، أن “وضعية أغنية الراي اليوم تعرف صعودا ونزولا”، مضيفا: “يجب على الشباب الاشتغال أكثر على الموسيقى والكلمات، للحفاظ على موروثنا الثقافي الموسيقي”.

وعن أصول أغنية الراي، قال بن شنات لموقع “سكاي نيوز عربية”: “أغنية الراي في الأصل هو الفولكور الوهراني الذي كان يتغنى به الشيوخ، مثل الشيخة الجنية، وقد تطور على يد الفنان الراحل بلاوي الهواري، الذي قام بتحديث اللحن والآلات الموسيقية”.

واشتهر الراي الجزائري عالميا عبر أغان أداها الشاب خالد والشاب مامي، اللذان يعدان من بين أبرز الغائبين على مهرجان أغنية الراي بوهران هذه السنة.

وللتأكيد على البعد الشعبي لهذا الطابع الغنائي، ضمن منظمو الحفل دخولا مجانيا للجمهور لحضور حفلات مهرجان الراي، التي يشارك فيها نجوم أمثال الفنانة الوهرانية الزهونية، وكادير الجابوني وبلال الصغير وهواري دوفان.

قرار اليونيسكو

وبمناسبة استضافة وهران لمهرجان أغنية الراي، دافعت وزيرة الثقافة والفنون الجزائرية، صورية مولوجي، عن أصول أغنية الراي الجزائرية، وقالت في كلمة لها: “الراي ليست تعبيرا فنيا فحسب، بل هي سجل للموروث الثقافي وللخيال الشعبي في الجزائر”.

وتنتظر الجزائر قرار منظمة “اليونيسكو” التي ستفصل شهر ديسمبر المقبل، في مسألة تصنيفها للراي كـ”تراث جزائري” أم لا.

وفي هذا الإطار أكد، الفنان الجزائري وأحد أعمدة أغنية الراي، لطفي عطار، من فرقة “رأينا راي” الشهيرة، أن إدراج أغنية الراي في قائمة التراث غير المادي هو “حق للجزائر”.

وأشار عطار في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إلى أن “أغنية الراي تراث شعب الجزائر، وعلينا حماية هذا الفن الذي يحكي قصص عمالقة قدموا الكثير للبلاد، على غرار الشيخة الرميثي والشيخ عز الدين وبلاوي الهوارية”.

وأودعت الجزائر عام 2016 ملفا لدى “اليونيسكو” من أجل تسجيل أغنية الراي تراثا إنسانيا جزائريا، لكنها عادت إلى سحب الملف، لمراجعته والتدقيق فيه وإثرائه بمزيد من الأدلة والشهادات، لتعيد تقديمه مرة ثانية عام 2020.

وشمل الملف الجزائري الذي أشرف عليه مجموعة من الباحثين التابعين للمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وفي علم الإنسان والتاريخ، عدة وثائق تاريخية وتصريحات تفسر كيفية انتقال أغنية الراي إلى العالمية منذ أن نشأت في أواخر القرن الـ18 بغرب البلاد.