مهرجان الفلكلور بالمغرب.. فسحة للموسيقى ودعوة للتعايش

وشاركت في المهرجان الدولي، الذي نظم تحت شعار “دور الثقافة والفن في التسامح بين الدول والشعوب”، فرق فنية من مختلف دول العالم، من بينها فرنسا والكوت ديفوار ومصر، إلى جانب فرق مغربية.

وقد شكلت هذه الدورة مناسبة لخلق فرص لتبادل التجارب بين الفرق المحلية والدولية، حيث اعتمدت البرمجة الفنية، حسب المنظمين، على جانب التمازج بين جمالية الفلكلور الأوروبي وفرجة الفنون الإفريقية وإبداعات وتناسق المجموعات الفنية المغربية بمختلف تلاوينها وإيقاعاتها.

الاحتفاء بالفلكلور التقليدي

ويأتي تنظيم هذا الحدث الفني بعد توقف اضطراري للأنشطة الثقافية والفنية في المملكة، بسبب تداعيات وباء كورونا، مما جدد التواصل بين الجمهور ومختلف الفرق الأجنبية والمغربية المشاركة في المهرجان.

ويقول المدير الفني لمهرجان الفلكلور بأكادير، معاد غازي، إن هذه الدورة قد تمكنت من تحقيق أحد أهدافها بخلق نوع من التلاقح الثقافي بين المجموعات الفنية المغربية بمختلف ألوانها (كناوة، أحواش، الفن الشعبي والتراث الحساني) مع الفرق الأجنبية التي قدمت من مختلف ربوع العالم.

ويضيف غازي، في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية”، أن تنظيم مهرجان الفلكلور بمدينة أكادير وعدد من مدن جهة سوس ماسة (جنوب)، كان مناسبة لعزيز التنشيط الثقافي بهذه المناطق من المملكة، خصوصا بعد سنتين من توقف الأنشطة الفنية والثقافية بسبب جائحة كورونا.

ويتابع المدير الفني للمهرجان أن “هذه الدورة حققت نجاحا كبيرا حيث عرفت حضورا جماهيرا قياسيا مقارنة بالنسخ السابقة”، مبرزا أن الجمهور قد تفاعل مع مختلف العروض الفنية التي قدمتها الفرق المشاركة.

ويشير غازي إلى أن “هذا المهرجان يعتبر مناسبة للمساهمة في التنشيط السياحي، حيث تم تنظيم جولات سياحية لمختلف الفرق المشاركة في هذه الفعالية الفنية من أجل التعرف على أبرز المعالم التاريخية والمناطق السياحية بالمدينة والجهة”.

تنشيط الحركة السياحية

ويعتبر إنعاش الحركة السياحية والمساهمة في تشجيع السياحة الثقافية من أبرز أهداف هذه الدورة، إلى جانب تثمين الموروث الثقافي، وتشجيع الفرق الفنية المحلية.

وفي هذا الصدد، يؤكد الخبير في المجال السياحي، الزوبير بوحوت، على أهمية التظاهرات الثقافية والفنية في التنشيط السياحي في مختلف المدن المغربية وجذب السياح المتعطشين للفرجة والترفيه والتعرف على أنماط موسيقية متنوعة.

ويبرز بوحوت، في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية”، الدور الذي تلعبه مثل هذه المهرجانات في تعريف السائح سواء الأجنبي أو المحلي بغنى وتنوع الموروث الفني والثقافي المغربي.

ويعتبر الخبير السياحي أن مثل هذه التظاهرات الفنية ستساهم في الترويج لمدينة أكادير كإحدى أهم الوجهات السياحية في المملكة، خصوصا بعد الركود الذي سجله القطاع السياحي في البلاد جراء تداعيات الوباء.

تثمين التراث الفني

وتنظم في المغرب سنويا عشرات المهرجانات الفنية، التي تحتفي بالفلكلور والتراث المغربي، حيث تعرف حضورا كبيرا للجمهور المغربي العاشق لهذا النوع من الفن.

يقول محمد بن يعقوب، مدير الفنون بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، إن الوزارة تخصص 25 مهرجانا للاحتفاء بمختلف أنواع الموسيقى الشعبية بالمملكة، وذلك بهدف الحفاظ على التراث الوطني الموسيقي وتثمينه ونقله إلى الأجيال القادمة.

ويوضح بن يعقوب، في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية”، أنه بالموازاة مع الأنشطة الفنية التي تعرفها هذه المهرجانات يتم تنظيم ندوات ولقاءات يسهر على تنشيطها مختصون في المجال، من أجل التعريف بالنوع الفني الذي يحتفي به المهرجان وتقديم دراسات وأبحاث خاصة به.

ويتابع المسؤول بوزارة الثقافة أنه إضافة إلى الجانب الترفيهي لهذه المهرجانات فإنها تعتبر فرصة لتعزيز الخزانة الوطنية بالمعلومات والمعطيات الخاصة بهذه الفنون الشعبية.

ويشير إلى أن هذه الفعاليات التي تخصص للاحتفاء بالتراث الفني المغربي، تشكل مناسبة للانفتاح على ثقافات دول أخرى، وهو الأمر الذي يمنح المهرجانات المحلية طابعا عالميا.