مقابر اليهود في عدن.. ترميم للحفاظ على التاريخ

الجهود المبذولة لتجديد الموقع كانت بقيادة منظمات مدنية تطوعية بإشراف من رئيس المجلس الانتقالي وعضو المجلس الرئاسي اليمني، عيدروس الزبيدي، وتهدف مبادرة ترميم المقابر اليهودية لإرسال رسالة سلام للشعوب والأمم، مفادها أن مدينة عدن تعزز التعايش بين الأديان والأعراق، وهي الميزة التاريخية للمدينة الساحلية العريقة.

أين تقع المقابر اليهودية؟

من المعروف أن أربعة مقابر يهودية كانت موجودة في عدن.

  • اثنتان منها أغلقتا قبل القرن التاسع عشر. وكانت هذه المقابر القديمة تقع على المنحدرات المحيطة بحفر كريتر، وقد تم التخلي عنها لعدة أجيال بحلول الوقت الذي وصل فيه البريطانيون.
  • أما الثالثة، في مديرية كريتر، فكانت لا تزال مستخدمة حتى وقت الاستعمار البريطاني. كانت تقع في حي العيدروس بين حدائق بارسي ومركز شرطة كريتر، وكانت تستخدم لعدة أجيال.

 وعلى الرغم من انتقالهم إلى ربع جديد، استمر اليهود في استخدام مقبرة الحفرة حتى عام 1860 تقريبا. وبعد إغلاق مقبرة الحفرة أمام المدافن، منحت الإدارة البريطانية عائلة مناحيم موشيه، إذنا خاصا لمواصلة استخدام المقبرة في كريتر لأفراد أسرهم حتى منتصف القرن العشرين.

  • المقبرة الرابعة، في مديرية المعلا، كانت الأحدث. تم استخدامها من قبل الجالية اليهودية في عدن من عام 1860 حتى عام 1967، عندما تم حل الجالية اليهودية.

الترميمات الأولى

عملية الترميم الحالية، سبقتها عمليات ترميم سابقة.

وأدى الحريق الذي اندلع في كريتر في عام 1852 إلى أعمال ترميم كبيرة في المدينة، وتم تنفيذ أعمال إعادة الإعمار تحت إشراف العميد بلايفير. منازل من الطين والحجر حلت محل أكواخ القش التي دمرتها النيران.

أثناء الحفر، تم اكتشاف المزيد من الكتابات العبرية، بينما تعرضت العديد من الحجارة المكتشفة لأضرار بالغة، وكانت بعض النقوش تآكلت لدرجة أن نصوصها كانت غير مقروءة.

كما تم اكتشاف كتابات العبرية خلال أعمال إعادة الإعمار في خزان المياه الذي يقع على التل، في المنطقة التي تسمى “الدبابات”.

ويشير اكتشاف النقوش العبرية في منطقة الدبابات إلى وجود مقبرة في وقت سابق، وهذا بدوره يعني ضمنا أنه يجب أن تكون هناك مستوطنة يهودية في مكان قريب. كما تم اكتشاف كتابات عبرية خلال أعمال إعادة الإعمار في “ممر عدن”.