البطالة بالسودان…جامعيون يختارون “خسارة قرايتي” اسما لمقهى

رحلة تعليم خاسرة: اختيار اسم “خسارة قرايتي“؛ أي خسارة تعليمي؛ هو ليس تعبير عن حالة اليأس من التعليم نفسه إنما انعكاس للوضع المتردي الذي وصل إليه حال الخريجين في البلد؛ هذا ما يقوله أحمد عباس؛ أحد الشبان الثلاثة؛ والحاصل على شهادة الهندسة من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا.

ويوضح عباس لموقع سكاي نيوز عربية أنه عندما فكر مع زملائه الآخرين في اللجوء إلى مهنة بيع الشاي والمشروبات الساخنة أرادوا أن يلفتوا نظر المجتمع إلى مدى تفاقم مشكلة البطالة التي تطال حاليا أكثر من 40 في المئة من الخريجين.

 وفي حين يحالف الحظ أقل من 10 في المئة من الخريجين في الحصول على وظائف في مجالات تخصصهم؛ يضطر ملايين الشباب من الحاصلين على مؤهلات جامعية للعمل في وظائف هامشية اسوة بمن لم يذهبوا إلى المدرسة أصلا وهو ما يولد أزمة اجتماعية حادة بدأت افرازاتها تظهر في شكل ارتفاع ملحوظ في معدلات تعاطي المخدرات والمشروبات الكحولية، والهجرة غير الشرعية وغيرها من الظواهر الخطرة.

 دور الدولة: يرى مختصون أن من واجب الدولة خلق فرص وظيفية تمكن الخريجين من الحصول على وظائف منتجة تنأى بهم عن العمل في مهن هامشية. لكن في الجانب الآخر يعاني الاقتصاد السوداني من أزمات كبيرة أدت إلى تراجع كبير في الأنشطة الإنتاجية حيث أشارت إحصاءات حديثة إلى خروج أكثر من 70 في المئة من المصانع والمؤسسات الإنتاجية عن الخدمة مما أدى إلى رفع معدلات البطالة إلى أكثر من 45 في المئة.

ماذا يقول الخبراء: ينظر المتخصص في التنمية البشرية مروان محمد إلى الظاهرة من ثلاثة زوايا، تتعلق الأولى بدور الدولة والثانية بالتبعات السلبية على المستوى المهني، أما الثالثة فتتعلق بالنمط الاستهلاكي.

 ويقول محمد لموقع سكاي نيوز عربية إن الأمر في مجمله يرتبط بالتدهور الاقتصادي، مما يدفع بالكثيرين للعمل في أنشطة خارج مجال تخصصاتهم وهو ما ينعكس سلبا على مجمل العملية الاقتصادية ويقلل من فرص التطوير المهني في أوساط الخريجين.

ووفقا للباحثة الاجتماعية ايمان حسن، فإن اضطرار الكثير من أصحاب المؤهلات الجامعية الرفيعة للنزول إلى الشارع بحثا عن أي عمل هو في الواقع محاولة للاستجابة للضغوط المعيشية الكبيرة التي يعاني منها المجتمع السوداني.