الجزائر.. جدل بشأن الانتشار الكبير لعمليات الولادة القيصرية

حوالي نصف مليون ولادة

وحسب التقديرات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الجزائرية، فإن عدد العمليات القيصرية التي تخضع لها الجزائريات بلغت أكثر من 490 ألف عملية من أصل مليون و200 ألف ولادة مسجلة سنويا.

ويؤكد رئيس الجمعية الوطنية للمختصين في طب النساء والتوليد الخواص، عبد النور خوجة، أن “الولادة بالطريقة التقليدية الطبيعية، أفضل بكثير من اللجوء إلى العمليات القيصرية”.

وأضاف لموقع “سكاي نيوز عربية”: “تسجل الجزائر ارتفاعا كبيرا في السنوات الأخيرة لعدد عمليات الولادة القيصرية، وهو أمر خطير يرجع إلى نقص مستوى التدريب والخبرة لدى بعض الأطباء”.

ورأى الطبيب الجزائري أن “اللجوء إلى العمليات القيصرية يجب أن يقتصر على الحالات الحرجة التي يصعب فيها استخراج الجنين عندما يتواجد في وضعية صعبة”.

وتحدث معظم العمليات القيصرية في العيادات الخاصة، بسبب الزمن القصير الذي تستغرقه، حيث لا تتعدى العملية الواحدة 30-40 دقيقة.

وقال خوجة: “عامل الوقت هو أكثر ما يدفع الأطباء إلى اللجوء إلى العملية القيصرية، فهي بالنسبة لهم لا تحتاج إلى جهد بدني وتركيز قد يصل أحيانا إلى 20 ساعة من أجل إخراج الجنين سليما من بطن أمه”.

من جهة ثانية، فإن الأمهات والآباء لا يعارضون في الغالب فكرة إجراء العملية القيصرية، التي أصبحت تمثل لهم حلا سريعا لمشكلة معقدة.

نقص الممارسة والخبرة

وعن أسباب ارتفاع معدل العمليات القيصرية في الجزائر، فقد أرجع رئيس الجمعية الأمر إلى “غياب التكوين وتراجع عدد النساء الممارسات لمهنة التوليد”، اللواتي يطلق عليهن محليا لقب “القابلة”.

وأوضح خوجة أن “عدد الأطباء في مجال التوليد أصبح قليلا جدا، ومعظمهم لم يخضع للتدريب على كيفية الولادة الطبيعية التي تحتاج إلى وقت ومهارة خاصة، لا يمكن اكتسابها عن طريق الدراسة”.

وفي آخر إحصاء أجرته الجزائر لعدد المواليد، فقد تم تسجيل 992 ألف ولادة حية، و236 ألف وفاة، عام 2021، فيما بلغ عدد سكان البلاد أكثر من 44 مليون نسمة.

الظاهرة عالمية

تاريخيا، يعود لجوء البشر إلى إجراء العمليات القيصرية إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وقد تطور استخدامها مع مرور الزمن، غير أن منظمات الصحة العالمية اليوم توصي بألا تتجاوز نسبة اللجوء في أي بلد حدود الـ 15 بالمئة.

وتعرف نسبة إجراء العمليات القيصرية في العالم ارتفاعا ملحوظا في السنوات الأخيرة، خاصة في القارتين الأميركيتين، حيث تجاوزت نسبة العمليات القيصرية في البرازيل معدل الـ80 بالمئة.

بينما وصلت نسبة الولادة القيصرية في الولايات المتحدة معدل 33 بالمئة تقريبا.

وبالإضافة إلى الجوانب الطبية، فإن العمليات القيصرية تتسبب في الكثير من المشاكل القانونية للأطباء الممارسين، الذين يجدون أنفسهم أمام العدالة، خاصة عندما يتعرض الجنين أو الأم لحادث أثناء إجراء العملية.

في هذا السياق، أكد خوجة أن “التعقيدات التي تحدث أثناء عملية الولادة، سواء بالعملية الجراحة أو بالطريقة الطبيعية، لا يمكن تصنيفها في خانة الأخطاء الطبية”.

وقال الطبيب الجزائري: “للأسف تتم محاكمة بعض الأطباء في أمور لا تتعلق بالأخطاء الطبية. أصابع الاتهام سرعان ما توجه للطبيب، وهذه مشكلة أخرى يجب على كل طبيب أخذها بعين الاعتبار قبل إجراء العملية القيصرية”.