ما أكثر ما يؤرق الشباب العربي؟

وقال أكثر من ثلث المشاركين في الاستطلاع إنهم يكافحون لتغطية نفقاتهم الأساسية، مع ارتفاع النسبة إلى أكثر من الثلثين في دولالشرق المتوسط وشمال إفريقيا.

وأجمع نصف الشباب العربي على صعوبة العثور على وظيفة جديدة في بلدانهم، وأبدت نسبة متزايدة اهتماما كبيرا في العمل بشكل مستقل.

وفيما يتعلق بالتعليم، أعرب 83% من الشباب العربي عن قلقهم إزاء جودة التعليم في بلدانهم، واعتبروا أن مكافحة الفساد هو السبيل لإصلاح النظام التعليمي، وتوفير المزيد من الوظائف.

وعلى صعيد المساواة، رأى معظم الشبان والشابات العرب أنهم يتمتعون بحقوق متساوية، مع تأكيد الغالبية أن حضور المرأة بشكل أكبر في سوق العمل سيعود بالنفع على بلدهم، وأن نقص الوظائف، وعدمَ مرونة ساعات العمل، والالتزامات الاجتماعية، والتحيّزَ، عوائق لا تزال تقف في وجه النساء.

واعتبر 41 بالمئة منهم، الدين العنصر الأهم في التعبير عن هويتهم، وأبدى 70 بالمئة قلقَهم من فقدان الثقافة والقيم التقليدية، وسط تراجع الاهتمام باللغة العربية.

 الإمارات الوجهة المفضلة

وعند سؤال الشباب عن الوجهة المفضّلة للعيش لديهم، بقيت دولة الإمارات العربية المتحدة في الصدارة، للعام الحادي عشر على التوالي، مسجلة نسبة قياسية، ومتجاوزة بفارق كبير الدول الأخرى.

وعزا الشباب ذلك إلى اقتصادها المتنامي وبيئتها الآمنة، من بين العديد من العوامل الأخرى.

وكان اللافت هذا العام أن الشباب العربي سجل أعلى مستوى من التفاؤل في 3 أعوام، إذ توقع 64 في المئة أن تكون أيامهم القادمة أفضل، رغم أن النصف رأوا أن اقتصاد بلدانهم لا يسير في الاتجاه الصحيح، باستثناء دول مجلس التعاون الخليجي.

كما أعطى الشباب الأولوية لإنهاء تعليمهم وإيجاد فرص عمل، لكنّ فكرة الهجرة تصدرت اهتمام أكثر من نصفهم في دول شمال إفريقيا وشرق المتوسط، وكانت كندا وألمانيا الولايات المتحدة الوجهات الأكثر شعبية في صفوفهم.

القادم أفضل

قال النائب الأول لرئيس الشؤون الحكومية والعامة في شركة أصداء “BCW”، نضال الأسعد، إن الشباب الذين تم استطلاعهم عاشوا مرحلة استثنائية مرت بالأزمة المالية العالمية وموجة داعش وآخرها جائحة كورونا.

وبعد الخروج والتعافي من ضائقة كوفيد 19، يتطلع هؤلاء الشباب لمرحلة جديدة ، بعد أن عاشوا في تلك المرحلة المنقضية الكثير من القلق والمخاوف، ورغم ذلك هم اليوم ينظرون للمرحلة القادمة بتفاؤل كبير.

كما اعتبر نضال الأسعد أن أكثر ما يقلق الشباب العربي، التفاوت الكبير في سوق العمل ومستوى التعليم والحصول على تعليم مناسب يخدم الوظائف الذين يطمحون إليها، ومن هنا يبدي الشباب العربي قلقا إزاء توجهات حكوماتهم عبر السياسات التي تدعمهم والتي تتيح لهم فرص تعليم أفضل وفرص عمل أكبر يساعدهم لتحقيق مستقبلهم.

وقال الأسعد إن الشباب العربي تراجعت رغبتهم في الانضمام للعمل الحكومي والعمل الخاص، حيث بدا هناك توجه بزايدة 10 بالمئة لإنشاء عمل شخصي خاص بهم من خلال انخراطهم في مشاريع صغرى ومتوسطة، سواء على المستوى الفردي أو العائلي، وبالتالي فالشباب العربي يعيش اليوم حقبة جديدة من التفكير المختلف عما عودتنا عليه هذه الفئة الاجتماعية.

وتوقف نضال الأسعد عند هاجس الهجرة عند الشباب العربي، حيث قال: “عندما لا يجد هؤلاء الشباب فرصا للعمل في بلدانهم، فمن الطبيعي أن يفكروا في الهجرة بحثا عن الفرص لبناء مستقبلهم”.