كشف حقيقة ما جرى في مهرجان “البولفار” بالمغرب

وإلى جانب أعمال الشغب والفوضى التي شهدها حفل مغني الراب طه فحصي الشهير باسم “إل غراندي طوطو”، فقد انتشرت أخبار تفيد بتعرض فتاة قاصر لاعتداء جنسي.

– ردا على هذه الأخبار نفت ولاية أمن الدار البيضاء، تسجيل أي شكوى أو تبليغ عن واقعة اعتداء جنسي، يوم الجمعة الماضي، خلال فعليات مهرجان “البولفار”.

 – فنّد المصدر ذاته في بيان “جميع الإشاعات المضللة التي تداولتها حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي زعمت بشكل كاذب تعرض فتاة قاصر للاغتصاب وتجريد ضحايا آخرين من ملابسهن خلال هذا الحفل الموسيقي”.

 – أظهرت فيديوهات متداولة على المنصات الاجتماعية اشتباكات بين جماهير مهرجان “البولفار” ما أحدث حالة من الفوضى والشغب، تم على إثرها توقيف 20 شخصا بتهم عديدة من بينها السكر العلني وحيازة واستهلاك المخدرات والضرب والسرقة.

ودشن مهرجان “البولفار” دورته العشرين هذه السنة، وهو فعالية موسيقية تقام في مدينة الدار البيضاء، وسط المغرب، ويهدف إلى النهوض بالموسيقى الشبابية، ويشهد إقبالا جماهيريا كبيرا خاصة من عشاق “الراب” و”الهيب هوب” وغيرها من الأنواع الموسيقية.

 ليلة مرعبة

تواصل موقع “سكاي نيوز عربية” مع أسامة، الذي كان شاهدا على الحادث، وروى كيف تحوّل الحفل الذي انطلق في أجواء حماسية استمتع خلالها الجمهور المكون أساسا من الشباب إلى جانب عائلات، إلى ليلة شهدت أعمال عنف.

ووفق أسامة، فإن الازدحام الكبير الذي شهده الموقع الذي احتضن الحفل هو السبب الرئيسي وراء ما حدث بعد أن تجاوز عدد الحاضرين الطاقة التي يستوعبها المكان، وأدى التدافع في ما بينهم في أعقاب ذلك إلى مشاجرات تطورت في العديد من الحالات إلى عراك بالعصي والهراوات بين مجموعات من الشباب.

وأضاف شاهد العيان الذي وصف تلك الليلة بـ”ليلة الرعب”، بأن حالة من الذعر انتابت الحاضرين، وسادت فوضى عارمة في المكان المخصص للجمهور، وسط صراخ الفتيات خصوصا بعد انقطاع التيار الكهربائي، مشددا على أنه لا يمكنه بالرغم من ذلك تأكيد وقوع اعتداءات جنسية أو تحرش تعرضت له الشابات الحاضرات كما تحدثت بعض الأخبار.

واتهم أسامة من أسماهم بـ”المندسين” بالوقوف وراء الفوضى وأحداث الشغب التي شهدها مهرجان “البولفار” خلال تلك الليلة والتي استمرت لحوالي ساعتين على حدّ قوله.

 ماذا قال منظمو الحفل؟

  • أصدر منظمو المهرجان بيانا صحفيا أكدوا فيه أن العامل الأساسي لما حدث خلال الليلة المخصصة لموسيقى “الهيب هوب” يعود إلى الحضور الجماهيري الكبير الذي فاق الطاقة الاستيعابية لملعب “راسينغ”.
  • أوضحت إدارة المهرجان في بيان حصل موقع “سكاي نيوز عربية” على نسخة منه، أن الإقبال الكبير للجمهور، دفع المنظمين إلى إغلاق أبواب الملعب من أجل إفساح المجال أمام رجال الأمن والسلطات للقيام بعملهم، ولضمان سلامة الحاضرين.
  • بعد أن اعتذر منظمو “البولفار” للجماهير التي عاشت تلك اللحظات، تعهدوا بالتفكير في الأسباب التي أدت إلى أحداث الشغب والفوضى.

 أسباب اجتماعية وتربوية

  • يرجع العديد من الباحثين والمتخصصين في علم الاجتماع أعمال العنف والشغب التي تشهدها بعض التظاهرات الفنية أو ملاعب كرة القدم وغيرها من التجمعات التي تضم عدد كبيرا من الشباب والقاصرين، إلى عوامل اجتماعية وتربوية بالأساس.
  • يؤكد أستاذ علم النفس الاجتماعي محسن بنزاكور، على أنه وبغض النظر عن المسؤولية المشتركة فيما حدث في مهرجان “البولفار”، فإن غياب التأطير اللازم للشباب بالإضافة لعدم مرافقتهم ببرامج مصاحبة هو ما تنتج عنه سلوكيات عنيفة.
  • اعتبر بنزاكور في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” أن التعاطي للممنوعات في مثل هذه الحالات يقود بدوره إلى تهييج الشباب بما قد يتحول معه مجرد حدث موسيقي ترفيهي إلى حلقة من الرعب والذعر.
  • أشار بنزاكور إلى أن ما تتضمنه أغاني الراب من رسائل عن المعاناة، تساهم هي الأخرى في الكثير من الأحيان في شحن الجمهور من المراهقين للدخول في مشاحنات عنيفة من شأنها المساس بالنظام العام والحياة العامة في ظل الفهم الخاطئ لهم لمفهوم الحرية.
  • دعا بنزاكور، إلى ضرورة معالجة الأسباب المشجعة على بروز مثل هذه الممارسات داخل المجتمع.