العائدون إلى الشاشة.. فنانون مصريون يردون على سؤال “الغربة”

ما المشاعر المُسيطرة على الفنانين القدامى لدى عودتهم؟ هل يشعرون بالغربة مع جملة المتغيرات الواسعة التي طرأت على الساحة الفنية، سواء لجهة التطور التقني وحتى تطور “الفورمات” والأساليب الفنية وحتى “التيمات” في بعض الأحيان؟

كيف يرون الاختلافات بين الدراما الجديدة ونظيرتها القديمة، التي تألقوا فيها قبل سنوات طويلة؟ وهل استطاعوا التأقلم مع “الروح الجديدة”؟

محسن محي الدين.. استعادة البريق

الفنان محسن محيي الدين، يمثل حالة خاصة لافتة للأنظار، وذلك بعد أن استعاد بريقه خلال الفترات الأخيرة، بعد ابتعاده عن الساحة الفنية لسنوات، وخطف أنظار الجمهور بعودته بأكثر من عمل، لا سيما عبر دوره في مسلسل “طير بينا يا قلبي” الذي يعرض حاليا.
اكتشفه المخرج الراحل يوسف شاهين، ولقب بـ “الفتى المدلل” لشاهين.
 

  • من أشهر أعماله: “إسكندرية ليه” و”حدوتة مصرية” مع يوسف شاهين.
  •  ابتعد عن الفن منذ العام 1991 بعد فيلم “اللعب مع الشيطان”.
  • عاد إلى التمثيل في 2014 عبر مسلسلي “فرق توقيت” و”المرافعة”.
  • شارك في مسلسل “قمر هادي” في العام 2019.
  • أحدث أعماله مسلسل “طير بينا يا قلبي”، بطولة ريم مصطفى.

يرصد محيي الدين، في حديثه مع موقع “سكاي نيوز عربية” من منظوره الخاص التغير الذي طرأ على الدراما، مشيرا إلى أن هذا “التغيير الكبير” كان لجهة الأفكار المُقدمة، فضلا عن الفن كصناعة، فقد أصبح تجاريا بشكل أكبر من هدف إيصال رسالة للمجتمع.

الاحترافية جعلتني أتأقلم بالوسط

يقول محيي الدين، صاحب الـ 63 عاما لموقع “سكاي نيوز عربية”: “برغم المتغيرات، الاحترافية جعلتني أتأقلم مع صناع الفن الحالي، ولكننا نفتقد روح الإبداع في أفكار الحبكة الدرامية حاليا”.

ويُبرز الفنان المصري مشكلة “التقليد” وتمصير الأعمال الأجنبية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن بعض الأعمال لا يتم تحضيرها على الوجه المناسب، ولا تستغرق وقتا كافيا في الكتابة بالشكل المطلوب، مقارنة بـ”دراما زمان”.

أشعر بالحزن على الدراما

ويتابع الفنان محسن محيي الدين: “الآن أحيانا ما تتم عملية كتابة العمل الدرامي حلقة بحلقة أثناء التصوير.. هذا يجعلني أشعر بالضيق والحزن؛ بسبب دخولي العمل بينما لا أعلم عدد مشاهدي ودوري بالكامل وتطوراته في العمل، وفي أحيان أخرى تبدأ بعض الأعمال التصوير بخمس حلقات مكتوبة فقط، وفي الوقت الحالي، إذا وجدت عملا بدأ التصوير فيه بعد كتابة 15 حلقة فهذا بمثابة إنجاز!”.

 سماح أنور.. العودة بروح الشباب

الفنانة سماح أنور، العائدة إلى الشاشة الصغيرة بعد فترة غياب، عبر مسلسل “الليلة واللي فيها”، تقول إن هذا العمل “من أفضل الأدوار التي عرضت عليها خلال الـ 20 عاما الماضية”، موضحة أنها رفضت أعمالا كثيرة حتى لا “تُهين نفسها ومسيرتها الفنية”.

  •  سماح أنور ممثلة ومخرجة مصرية من مواليد العام 1965.
  •  اشتهرت بأعمال الحركة “والبنت المسترجلة”.
  •  من أشهر مسلسلاتها “ذئاب الجبل” في العام 1993 والذي قدمت فيه دور “وردة”.
  •  من أشهر أعمالها في السينما: “بنت مشاغبة جداً” و”ليلة عسل” و”السجينتان”.

أتعامل مع الفن بروح الهواة

تشير سماح أنور لدى حديثها مع موقع “سكاي نيوز عربية” إلى أنها لم تنفصل عن الفن لمدة طويلة، لكنها “تتعامل مع المهنة بروح الهواة والاحترافية في اختيار الأدوار المناسبة، وليس مجرد الوجود على الساحة الفنية”.

وتردف: “لا أحب المشاركة في عمل فني طالما لم أحب فكرته، فأنا لا استطيع تنفيذ شيء لا أحبه.. هذا منهجي منذ بدأت التمثيل”.

الفن ليس رسالة!

وفيما تلفت إلى جملة التغيرات التي طرأت في عالم الفن، فإنها تؤكد ضرورة “التأقلم مع العصر ومسايرته”، قائلة: “لا يوجد عصر شبيه لما قبله.. التفكير في الرجوع إلى الماضي يولد تخلفا في المجتمع.. علينا العمل على تطوير الأفكار بشكل مستمر”.

وترى الفنانة سماح أنور أن “الفن ليس رسالة كما يقول البعض.. الفن دائما غرضه تجاري، فهو صناعة لها شروط وعرض وطلب، ووسيلة الفن فقط التشجيع على الإبداع وليست التربية”.

الفن دواء.. وهذا دور “الرقابة”

وفي تصور الفنان علاء مرسي، العائد إلى الدراما عبر شخصية طه بمسلسل “الليلة واللي فيها”، فإن “طريقة إعداد الدراما الفنية اختلفت كثيرا بسبب تغير الزمان”.

 وأضاف: “لقد أصبح الفن مثل الدواء وأداة لوصف الواقع في شكل درامي مختلف، لكن لا بد من وجود رقابة ومسؤولين لإعطاء هذا الدواء بشكل صحيح للجمهور”.

  •  علاء مرسي فنان كوميدي من مواليد 3 يوليو 1965.
  • من جيل الراحل علاء ولي الدين، ومحمد هنيدي وأحمد آدم وأشرف عبد الباقي.

لم أشعر بالغربة

وعن عودته من طريق شخصية طه بمسلسل “الليلة واللي فيها”، يقول مرسي لموقع “سكاي نيوز عربية” إن هذه العودة بمثابة التغيير الجذري في أعماله الفنية، مؤكدا أنه لم يشعر بالغربة عن الفن، “ولكنه كان ينتظر الدور المناسب للعودة بشكل مختلف”.

ويلفت إلى أن الدراما الحالية باتت مختلفة بالطبع عن “دراما زمان”، موضحا أن هذا الاختلاف لا يقف فقط عند “التيمات الأساسية”، إنما يمتد إلى الأدوات مثل: طريقة الطرح، والتقنيات المختلفة المرتبطة بتطور الصناعة نفسها.

ويستطرد: “التغيير يحدث كل فترة؛ تغيير في نمط الكتابة والإخراج والتمثيل والصوت ودور العرض والتقنية، واختلاف في الرؤية والفورمات وغير ذلك من الاختلافات التي طرأت على الصناعة”.