“معا للحياة”.. أول فندق فلسطيني طاقمه من أصحاب الهمم

وما يميز هذا الفندق ويجعله فريدا من نوعه هو أن العاملين فيه من أصحاب الهمم ممن لم تثنِهم إعاقتُهم الذهنية عن ممارسة عمل يقوم به الأصحاء، إذا توفرت الظروفُ المشجّعة لذلك.

ويهدف القائمون على الفندق لإبراز الدور الإيجابي لذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع.

كما شكّل العمل في الفندق للعاملين من ذوي الاحتياجات الخاصة، فرصة لإظهار القدرة على التغلب على الإعاقة ونظرة المجتمع السلبية.

الفندق في كلمات

  • يشكل الفندق معلَمًا تراثيا في مدينة بيت لحم.
  • شُيِّدَ مبنى فندق “معا للحياة” قبل أكثر من 130 سنة.
  • ينظر عاملو الفندق لعملهم كمخرج لحب الحياة.
  • يسعى القائمون على الفندق لتغيير الفكرة النمطية السائدة اجتماعيا عن ذوي الاحتياجات الخاصة.
  • فندق “معا للحياة” الفريد بطاقم عمله مجاور لكنيسة المهد

قصة تميز

بدأت قصة هذا الفندق المتميز من منزل تراثي قديم تحول اليوم إلى فندق سمي “معا للحياة”.

ففندق “معا للحياة” قبل التحدي وأخذ القائمون عليه على عاتقهم تكسير صخرة النظرة النمطية لذوي الاحتياجات الخاصة بأنهم عالة لا يصلحون للعمل، وأن مكانهم زوايا البيوت الباردة الفاقدة للاحتضان والاحتواء. لكن النتيجة كانت، ابتسامة بلال وهو يستقبل النزلاء، وطيبة مرام في تحضير الطعام وتقديمه.

فلا تفرقهم خلال عملهم عن موظفين في فندق ذي خمس نجوم، يعملون بجد، يرتبون الغرف، يحضرون الموائد، يتنقلون في أروقة الفندق وكأنها مساحة الحرية الوحيدة التي منحتها الأرض لهم عندما ضاقت حلقات الإعاقة عليهم وعلى أترابهم.

ووجها لوجه مع تفكير موروث كاد أن يحملهم إلى عالم الاستثناء والهوامش، كسر هؤلاء من أصحاب الهمم الأقفال، وخرجوا ليعلنوا أنفسهم: نحن القادرون، نحن مثلَكم أو أكثر.. هذا هو إذن الفندق الدافئ بالنسبة لهم، ولكن الفكرةَ بالنسبة لمن قدَحَها لم تكن سهلة الولادة ولا ميسرة.

وقد قالت ماهرة غريب، مديرة مؤسسة وفندق “معا للحياة” إن هذا الفندق الفريد بطاقم عمله هو جار كنيسة المهد.. وكأنه يتماثل معها في تقديم فسحة من الراحة النفسية والسلام الداخلي. والنتيجة 12 غرفة لاستقبال الزوار وأثاث قديم وجدران تحمل في ثناياها تاريخ مبنى يزيد عمره عن مئة وثلاثين عاما.. حيث سجل كواحد من 10 مبان تراثية محفوظة، أما هذه المشغولات من صوف الخراف فهي من صنع زملاء بلال ومرام في مؤسسة معا للحياة كنواة مشروع الفندق هذا.

كما اعتبرت غريب أن هذا الفندق لا يزال يتلمس طريقه نحو تسجيل نفسه على خارطة السياحة في بيت لحم، ولا تزال هذه الغرف الاثنتَي عشْرَةَ تبحث عن نزلاء يدبون الحياة في جنباتها لتكمل ولو بنقطة دائرة السياحة الفريدة في بيت لحم حيث أكثرُ من أربعة آلاف غرفة فندقية لاستقبال حجاج كنيسة المهد وزوار المدينة.

فمن فكرة الباب الضيق لكنيسة المهد هي التواضع والانحناء احتراما وتقديسا للمكان وترسيخا لفكرة التساوي، انطلق فندق معا للحياة كأنموذج لتقبل واحترام ذوي الإعاقة إذا تواضعت الفكرة وأصبحت النظرة إليهم نابعة من منطلق الاحترام والإيمان بقدراتهم وليس من زاوية التعاطف أو النبذ.