علاء مرسي آخرهم.. تقييم الفنانيين لزملائهم “جدل لا ينقطع”

كما شهدت الأيام القليلة الماضية عددا من الوقائع المشابهة، لعل أبرزها كانت تصريحات الفنان فكري صادق، عن الفنان الراحل سعيد صالح، وهي التصريحات التي أثارت سلسلة متصلة من ردود الأفعال.

كما تصدر اسم الفنان باسم سمرة أخيرا حديث مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تصريحاته عن الفنان أحمد السقا، عندما ذكر في لقاء إعلامي أجري معه أنه “أشطر من أحمد السقا”، مستنكرا حذف صناع فيلم “إبراهيم الأبيض” لمشهده مع السقا.

جدل لا ينقطع

ومع تلك التصريحات المتكررة، تدور تساؤلات بين صفوف الجمهور: “هل يجوز للفنان تقييم زملائه على الملأ؟ وهل يقع الفنان ضحية في فخاخ “الأسئلة المُحرجة” بالبرامج أم يتعمد إثارة الجدل؟.

تثير تلك التصريحات غالباً جدلاً في أوساط الجمهور وخلافات واسعة بين الفنانين، وتتطور في بعض الأحيان إلى أبعد من ذلك، وصولا إلى ساحات القضاء، كما هو الحال بالنسبة لأزمة الفنان حسين فهمي مع نظيره الفنان محمود قابيل على سبيل المثال، لا سيما مع تصريحات لفهمي وصف فيها قابيل بـ “الكاذب” وبأنه “ليس فنانا”، وقد حرّك قابيل ضده دعوى قضائية.

برامج الـ “هارد توك”

من جانبه، يُشير الناقد الفني طارق الشناوي، خلال حديثه مع موقع “سكاي نيوز عربية”، إلى أنّ هذه النوعية من البرامج التي تُسمى بالـ “هارد توك” هي برامج مُتعارف عليها في العالم بأكمله، ولها جمهورها، وفكرتها قائمة على أن الفنان يُسأل عن رأيه في فنان آخر زميل له، وكلما كان الرأي سلبياً كلما كان له مردود كبير، والمقصود هنا بالمردود هو أن المُشاهدين يتحدثون عنه بكثرة كبيرة تجعله يتصدر الترند.

ويتحدث الشناوي على سبيل المثال عن تصدّرت تصريحات الفنان المصري فكري صادق بشأن الراحل سعيد صالح، مؤكداً أنّ الفنان فكري صادق لم يقصد أن يقول رأيه في الفنان سعيد صالح خاصة وأن مقدمة البرنامج لم تكن تنوي عمل “هارد توك”، ولكن لسبب ما متعلق به أراد أن يُعيد قصة قديمة وبعدها اعتذر وانتهى الأمر، ولكن فى النهاية لم يُجبره أحد على أن ينتقد زميله.

 فنانون وقعوا في الفخ

وإلى ذلك، تقول أستاذ الإعلام والعميد السابق لكلية الاعلام جامعة القاهرة، هويدا مصطفى، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية” إنّ ثمة نوعية من البرامج تعتمد على هذا النمط من الأسئلة التي توجه للضيوف، من أجل تحقيق نسب مشاهدة عالية، بغض النظر عن المعايير الأخرى، خاصة أن القائمين على البرامج يعلمون جيدا أن الجمهور يهتم بكل ما هو غريب ومُثير.

وتؤكد أنّه إذا وجهت للفنان أسئلة عن حياته الفنية بشكل عام، أو رأيه في قضايا عامة، فإن الجمهور لا يُتابع حلقته بقدر متابعته لها عندما تلفها الإثارة، ولذلك تتعمد البرامج توجيه أسئلة حساسة خاصة، وقد صار مقياس ومعيار النجاح الآن هو تصدر “الترند”.

وتشير أستاذ الإعلام إلى أنّ هذه النوعية من البرامج التليفزيونية، تعتمد على فكرة الإثارة وتحقيق المزيد من المشاهدات، على حساب قيم كثيرة مثل احترام الزمالة، كما أنها تُوقع الضيف في ورطة، وكأنها تصنع مصيدة وفخاً له من خلال عمل نوع من الحصار عبر “الأسئلة المفخخة”.

وتوضح أن المشاهير يتعين عليهم التعامل بنوع من الدبلوماسية، ومراعاة الزمالة والصداقة، خاصة أن الشهرة لها متطلبات محددة، على عكس ما تتطلبه هذه البرامج من المشاهير.

البرامج ومواقع التواصل

على الجانب الآخر، يقول الناقد الفني محمد عبد الرحمن، لدى حديثه مع موقع “سكاي نيوز عربية”، إن المتعارف عليه ألا يقول الفنان رأيه في زميل آخر، وإن فعل فيجب أن يحدث ذلك بطريقة غير مباشرة وغير جارحة، ولكن رغبة البرامج – خصوصا المُصنفة بـ”الهارد توك” – في الحصول على تصريحات ساخنة، باتت تدفع بعض الفنانين الذين لا يُجيدون مهارة الحديث أمام الكاميرات إلى إطلاق هذه النوعية من التصريحات؛ من أجل تحقيق الانتشار الأوسع للبرنامج، وأبرز مثال لذلك تصريحات باسم سمرة عن فيلم “إبراهيم الأبيض”.

ويوضح عبد الرحمن أن تعرض الفنانين لـ “الميديا” بات أوسع وأكثر انتشاراً من المُعتاد فى السنوات الأخيرة، مما أسهم في زيادة هذه النوعية من الأزمات، لافتاً إلى أن البرامج ليست المسؤولة وحدها، فهُناك فنانون دخلوا فى أزمات مماثلة بسبب محتوى قاموا بكتابته عبر مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً.

كما يرى الناقد الفني أنّ الأمر برمته يحتاج إلى مراجعة ووقفة، وأن تقوم نقابة المهن التمثيلية بدورها في مُخاطبة النجوم، وتحذيرهم من الوقوع في الفخاخ الإعلامية التي تُنصب لهم عن عمد للإساءة لزملائهم.