“الحزن النبيل” يعم السودان بعد وفاة صلاح حاج سعيد

وكان حاج سعيد يعد صاحب رؤية مغايرة ولونية غنائية مميزة محفوفة بالشجن، مما أسهم في تقديم نموذج فني مختلف في السودان.

ووصفت الكاتبة الصحفية داليا الطاهر، حاج سعيد بـ”مورد الروعة والجزالة في الشعر الغنائي”، معتبرة أن أشعاره التي تغنى بها كبار الفنانين شكلت نقلة كبيرة في الغناء السوداني.

وقالت الطاهر إن “أغنية الحزن النبيل كان لعا وقع مغاير في نفوس السودانيين لأن حاج سعيد صاغها بإحساس كبير”.

واستطاع شعر حاج سعيد مواكبة المتغيرات التي شهدها السودان خلال السنوات الماضية، مما منحها مكانة كبيرة في أوساط السودانيين، خصوصا أغنية للأسف الطويل” التي تقول: “بقيت أغني عليك غناوي الحسرة والأسف الطويل، وعشان أجيب ليك الفرح، رضيان مشيت للمستحيل، ومعاك لي آخر المدى، فتيني يا هجعة مواعيدي القبيل”.

وفي هذا السياق، تشير الطاهر إلى إلى أن “صلاح كان ترجمانا للواقع المجتمعي الأليم من خلال مجموعة من أشعاره مثل “طوريتك في الطين مرمية” التي تدق جرس إنذار لوطن هجره بنيه وتركوا الحياة خلفهم”.

رحيل 5 مبدعين في 2022

وبرحيل حاج سعيد فقدت الساحة الفنية والثقافية في السودان 5 مبدعين كبار في العام 2022، مما جعل الكثير من السودانيين يصفونه بعام “الحزن النبيل”.

وفي مطلع العام الحالي، رحل الموسيقار بشير عباس، الذي يعتبر من الجيل القديم، والذي ألف ووزع الكثير من الأعمال الموسيقية وأسهم بشكل كبير في إبراز وتصوير فنّ موسيقى الطرب والغناء السوداني، والترويج له في العالم.

وفي مارس، توفي الشاعر والكاتب والصحافي السوداني السر أحمد قدور، عن عمر يناهز 88 عاما؛ بعد أن كتب أكثر من 40 من أشهر الأغاني السودانية التي تغنى بها فنانون كبار مثل إبراهيم الكاشف وصلاح بن البادية والبلابل وغيرهم؛ كما ألف العديد من الأعمال والنصوص المسرحية الشهيرة.

وفي سبتمبر، غيب الموت الكاتبة والروائية نعمات حمود، التي كانت تعمل في دائرة الثقافة في إمارة الشارقة بدولة الإمارات ولها إسهامات أدبية كبيرة، منها رواية “همس النوارس”.

وقبل رحيل حاج سعيد الأسابيع قليلة؛ ودعت الساحة الثقافية في السودان الشاعر والناقد عبد الله شابو، الذي اعتبر واحدا من أيقونات الشعر الحديث في البلاد، وصدرت له ثلاثة دواوين شعرية، وهي “حاطب ليل” و”أغنية لإنسان القرن الحادي والعشرين”، إضافة لديوان “أزمنة الشاعر الثلاثة”.