أطفال التوحد في غزة.. معاناة من نقص الرعاية والتأهيل

قبل ثماني سنوات كان الطفل حسين يعاني ضعفاً شديد في قدراته المعرفية والسلوكية والاجتماعية حين تم تشخيص إصابته باضطراب التوحد من قبل عائلته، اليوم يخضع حسين لتأهيل قدراته في مركز الإرادة التخصصي لاضطرابات التوحد في غزة، حيث تراقب أمه تحسناً ملحوظاً في قدراته عبر خطه التأهيل الخاصة بالمركز.

تروى أم حسين لـ”سكاي نيوز عربية” مراحل تطور ابنها منذ تسجيله في المركز إلى اليوم  قائلة: “أنا لمست تحسن كبير لابني في التواصل الاجتماعي، ابني صار يطلع وينزل، صار يلتزم بالمكان، صار عنده اختلاط بالآخرين، صار عنده تقدم في المجال الأكاديمي في القراءة والكتابة صار ابني يكتب كان يخمن تخمين، صار عنده تركيز”.

هنا يتم تصنيف الأطفال بحسب قدراتهم العقلية والجسمية والحسية والنفسية بشكل عام، قبل أن يضعوا داخل غرف صَفّية بهدف تأهيلهم عبر خطط خاصة بكل واحد منهم ، وبعد تقييم شامل لتطور أدائهم يجري نقلهم لمرحلة التعليم الأساسي بهدف تأهيلهم للدمج المجتمعي .

توضح هبة عوض وهي معلمة لأطفال اضطراب التوحد: ” نحاول أن نبسط لأطفال التوحد هذه المادة للطفل بأسلوب معين من المعلمة ، كذلك نطلب من الأهل في البيت أن يدربوا أطفالهم بنفس طريقة تعلم الطفل”.

وتضيف معلمة أطفال التوحد لـ”سكاي نيوز عربية”: “الولد يحتاج تدريب أكثر كي يحفظ الدرس “.

في غزة لم تجرى مسوحات تخصصية لمعرفة أعداد الأطفال المصابين باضطرابات التوحد لكن العاملين في هذا المجال يقدرون أعدادهم بالمئات، وسط تقصير رسمي في رعايتهم وضعف خبرة مراكز تأهيلهم.

تشرح مدير مركز إرادة التخصصي لاضطرابات التوحد في غزة، إسلام بركات، لـ”ـسكاي نيوز عربية” طريقة التأهيل التي ينتهجها المركز في هذه الفئة في المجتمع قائلة: “يتم وضع البرامج في خطط تعليمية بشكل شهري ودوري على برنامج تحليل السلوك التطبيقي ABA، وبرنامج تقييم وهو برنامج TEACH المشهور والمعترف به دولياً في كل المؤسسات على مستوى أوروبا والوطن العربي“.

ويعرف التوحد على أنه عجز واضطراب يؤثر على الطرق التي يتم من خلالها جمع المعلومات وتحليلها في الدماغ ما يسبب مشكلات في التفاعل والتواصل الاجتماعي.

لا توجد وسيلة لمنع اضطراب طيف التوحد لدى الأطفال، ولكن هناك خيارات للعلاج أهمها التشخيص والتدخل المبكر الذي يفيد للغاية في تحسين السلوك والمهارات وتطوير اللغة.