هيثم القحف.. ترك عمله ليصبح أشهر صانع محتوى عربي بأميركا

وفي محتواه، يسلط القحف الضوء على حياة أفراد الجالية العربية في الولايات المتحدة، كما يبرز معالم البلاد وبصمات العرب وإنجازاتهم بها، عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وروى القحف قصته لموقع “سكاي نيوز عربية”، قائلا: “كنت أعمل مديرا ماليا في مصنع ببلد عربي، وفي عام 2014 قررت الهجرة إلى الولايات المتحدة. حينما وصلت علمت أن كل خبراتي خارج أميركا لا قيمة لها، وأن المجتمع هنا لا يعترف إلا بالخبرات العملية والمهنية التي تكونت داخله”.

وتابع: “استقريت في مدينة تامبا بولاية فلوريدا، وعملت في البداية بكل شيء تقريبا، من صف السيارات بالشارع إلى المطاعم، حتى التحقت بدوام جزئي كمحاسب في شركة للتكييف، وتطورت في العمل حتى حصلت على دوام كامل، ثم أوكل لي صاحب العمل الإدارة المالية لشركتيه”.

واستطرد القحف: “دائما كانت تشغلني فكرة أن العرب الذين يأتون إلى الولايات المتحدة يسألون عن أفضل أماكن الإقامة والعمل، وكذلك عن المدارس لأولادهم أو المحامين الذين يساعدوهم في تقنين أوضاعهم، أو حتى ميكانيكي للسيارات لخدمتهم، فضلا عن رغبة العرب في التواصل مع بعضهم البعض خاصة في الغربة”.

وأوضح: “من هنا جاءتني فكرة بسيطة مع صديق لي أن نصنع محتوى باللغة العربية على منصات التواصل، لتسليط الضوء على الجالية العربية في الولايات المتحدة، ونصل العرب ببعضهم البعض، فبدأنا بالموجودين في تامبا ثم انطلقنا إلى كل العرب الموجودين بكل ولاية فلوريدا”.

وأكد القحف: “وصلتنا ردود فعل رائعة على ما نقدمه، وكان الكثير من العرب يخبروننا أنهم تعرفوا على مكان ما عبر قصصنا عنه، وكانوا يشكروننا على أننا ندلهم على أماكن مفيدة. هذا شجعنا على التطوير أكثر فبدأنا نخرج من ولاية فلوريدا ونتنقل بين الولايات المختلفة ونرصد ونصور حياة العرب والأماكن الجيدة والمفيدة لهم. اكتشفنا خلال تجولنا أن الجالية العربية هنا قوية جدا، وينقصها فقط الترابط بين أعضائها وتسليط الضوء على إنجازاتهم”.

وأشار المتحدث: “نقلنا قصص نجاح العرب التي ألهمت الكثير من أبناء الجالية الجدد، وساعدت بعضهم وتعلموا منها وأخذوا منها الخبرة والعبرة، ومن هنا اتخذت قرارا اعتبره البعض مجنونا، وهو أنني استقلت من عملي المستقر كمدير مالي في الشركتين اللتين كنت أعمل بهما، وقررت البدء من الصفر والتفرغ لصناعة المحتوى عن العرب وللعرب في أميركا، لأنني مؤمن بأهمية هذا الدور”.

واسترسل القحف في حديثه قائلا: “بفضل إيماننا بما نفعله وأهميته نجح ما نقدمه نجاحا منقطع النظير، وحصلنا على شهرة ودعم كبيرين من أبناء الجالية العربية، وكثيرا ما نلتقي بأشخاص يقولون لنا إنهم انتقلوا من ولاية إلى أخرى بعد ما شاهدوها معنا وما صورناه عنها، أو عن مدرسة لأولادهم فيها”.

وختم كلامه أن صناعة المحتوى عن العرب وللعرب في أميركا أصبحت مشروعه ومصدر دخله، وما يصوره عن العرب أصبح يحقق ملايين المشاهدات ويعود بفائدة كبيرة على الجالية العربية، ويكشف قوتها ويساعد في ترابطها أكثر.