الشهرة والإعلانات يجذبان نجمات التواصل الاجتماعي بموريتانيا

منتصف العام الماضي 2022، نشرت “ميو” مقطعا قصيرا على منصة “تيك توك”، يظهرها تتفاعل مع إحدى الأغاني ولاقى تفاعلا كبيرا.

وبعد ذلك بمدة قصيرة وجدت ميو، البالغة من العمر 20 عاما، نفسها داخل عالم الشهرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت عروض التسويق تنهال عليها فجأة.

ويتابع ميو حاليا على “تيك توك” أكثر من 90 ألفا، وعلى “انستغرام” ما يزيد على 13 ألفا.

وتقول ميو لـ”سكاي نيوز عربية”، إنها لم تكن تطمح للشهرة على مواقع التواصل الاجتماعي “بل كانت دراستي هي الأولوية”.

أصبحت هذه الفتاة تتقاضى مبالغ نقدية، مقابل تسويق بعض المنتجات كالعطور ومستحضرات التجميل، فضلا عن الإعلانات لصالح مشروعها التجاري الخاص.

ويتصدر “سناب شات” المنصات الأكثر حضورا لدى المشهورات، متبوعا بـ”تيك توك” و”إنستغرام”. أما “فيسبوك” ورغم حضور الإعلانات والمشهورات على صفحاته، إلا أنه بشكل عام أصبح منصة للأخبار والتحليلات والجدل السياسي بشأن آخر الملفات التي تهم الرأي العام.

صعوبات عائلية

وتواجه معظم “الفاشنيستات” ضغوطات عائلية، واستنكارا لإطلالاتهن. كما يواجه بعضهن أحيانا تعليقات نابية ومسيئة، بتهمة “الفجور”.

مامة بنت المصطفى (22 عاما) دخلت مجال الشهرة والإعلانات قبل أعوام، ويتابعها على “تيك توك” 300 ألف وعلى “سناب شات” أكثر من 70 ألفا، ويبلغ عدد متابعيها على “إنستغرام” نحو 100 ألف.

وتوضح بنت المصطفى لـ”سكاي نيوز عربية”، أن عالم التواصل الاجتماعي غير حياتها بالكامل، خاصة على الصعيدين الاجتماعي والمادي.

وتقول إنها دخلت مجال الإعلانات بداية عام 2020، وقد مكنها ذلك من الاستقلال ماديا، ومن مساعدة عائلتها في تكاليف الحياة. وتضيف “بداية لم أحظ  بدعم عائلتي، لكنني كنت مؤمنة بقدراتي ونجاحي في هذا المجال، حتى وصلت إلى ما أنا عليه اليوم”.

وتشتكي من أن أبرز الصعوبات التي تواجهها بصفتها ” فاشنيستا”، تتمثل في عدم الحصول على أصدقاء حقيقيين “لا يسعون للمصلحة الشخصية.”

لاينصحن بهذا المجال

عالم الشهرة والإعلانات مليئ بالضغوطات النفسية، بحسب بعض “الفاشنيستات”، ولاينصحن بالولوج إليه رغم مايتيحه من فرص كبيرة للثراء، وحتى الوصول إلى العالمية، على غرار آمال بنت الشيخ، التي دخلت المجال عام 2020.

وتشير بنت الشيخ في حديثها لـ”سكاي نيوز عربية”، إلى أنها أصبحت تعمتد على ذاتها ماديا، وقد أصبحت تقدم محتويات عالمية. وتوضح أنها دخلت المجال عام 2020، ويتابعها حاليا على تيك توك 100 ألف، ولديها عقود إعلانات، لكن الشهرة “لم تغير شيئا في حياتي، وأنصح الفتيات بعدم الدخول أو الاقتراب من هذا المجال”، حسب تعبيرها دون أن توضح الأسباب.

وعلى غرار بنت الشيخ، تنصح داته بنت محمد، بعدم دخول هذا العالم، وذلك بعد تجربتها التي امتدت لست سنوات، حصدت خلالها 300 ألف متابع على “سناب شات” 300 ونحو 174 ألفا على “إنستغرام”، ولديها حاليا عقود إعلانات ورعايات.

وتقول بنت محمد لـ”سكاي نيوز عربية” إنها لا تنصح بدخول “عالم الفاشنيستات”، فرغم الثراء الذي قد يتيحه إلا أنه يسبب الكثير من الأضرار النفسية والصحية بشكل عام، ولا يمكن اعتزاله بسهولة “فهو عالم مليئ بالضغوط والتعب”، حسب تعبيرها.

“موجة تيك توك”.. الشهرة السهلة

مؤخرا أصبحت منصة “تيك توك”  بوابة سهلة للشهرة واستقطاب المتابعين، ويعمل بعض رواد هذه المنصة جاهدين لصنع محتوى مميز، يدخلهم في عالم الإعلانات.

وساهمت هذه المنصة في شهرة كبيرة لدول في الوطن العربي من بينها موريتانيا، عبر تداول المقاطع التي تعرف بها أو تقدم ثقافتها وفنها.

وتحاول بعض الفتيات دخول عالم الشهرة لتكون من “الفاشنيستات”، معتمدات على المظهر الخارجي والحضور الدائم على “تيك توك” ، لكن الفرصة لم تتح لبعضهن حتى الآن، “بسبب غياب العلاقات الواسعة” بتعبير إحداهن.

وفي المقابل يبتسم الحظ لفتيات عدة، حين يدخلن “تيك توك” بمدة قصيرة، ويصبحن مشهورات، وأحيانا يكون ذلك بسبب علاقاتهن مع بعض الفتيات المعروفات على مواقع التواصل.

 ضغوطات “العالم الافتراضي”

ومن المعروف لدى الفاشنيستات الموريتانيات ــ كما هو الحال في باقي أنحاء العالم ــ توثيقهن بشكل شبه كامل، يومياتهن على التواصل الاجتماعي، ومشاركة أسلوب حياتهن مع المتابعين، “لكن ضرر ذلك أكبر من نفعه” على حد تعبير الممثلة البتول بنت الحسن الحاج، التي قررت الابتعاد عن هذا المجال، رغم شهرتها وحضورها القوي على السحاتين الفنية، والإعلانات.

وتؤكد البتول أن الشهرة حلم أي شخص، لكنها قررت التركيز على الواقع أكثر بدل العالم الافتراضي. وقالت لـ”سكاي نيوزعربية” إنها شاركت في العديد من الأعمال التلفزيونية والفيديو كليببات، وتقدم إعلانات لصالح إحدى شركات الاتصال، وقد غير ذلك من وضعها المادي.

وتشير إلى أنها تتلقى عروضا عدة لكنها قررت أن لا تكون نشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، أو مشاركة حياتتها الخاصة على تلك المواقع.

نجمات مواقع التواصل الاجتماعي في موريتانيا، اقتحمن سوق الإعلانات مستفيدات من الشهرة التي أتاحت لهن توقيع عقود رعايات مع البنوك والمطاعم والمحلات التجارية، وقد انعكس ذلك ماديا على حياتهن بشكل واضح، وعلى التعاطي والتفاعل مع المحتوى الجديد لـ”التواصل الاجتماعي” في المجتمع، بعد أن ظل محتوى الأخبار والقضايا السياسية متصدرا المشهد لسنوات.