بعد صدمة الكارثة.. أطفال مشردون يخترعون لعبة “الزلزال”

وقالت المعلمة بشرى جيفليك: “يتحدثون عن الزلزال. يضعون لبنات البناء بعضها فوق بعض ويتساءلون. “هل هذا سيصمد أمام الزلازل؟ هل هو مستقر؟”.

وتتعهد جيفليك بالرعاية لنحو 22 طفلا في فصل دراسي مؤقت على متن عبارة تحولت إلى عيادة وملاذ في ميناء إسكندرون.

ويلعب الأطفال أيضا بمجسمات لسيارات الإطفاء على هيئة لعبة، وقالت: “يقولون علينا الذهاب إلى (منطقة) الزلزال بسرعة”.

وارتفع إجمالي عدد القتلى في تركيا وسوريا إلى أكثر من 41 ألفا، ويحتاج الملايين إلى مساعدات إنسانية بعد أن أصبحوا بلا مأوى وبدون وسائل الراحة الأساسية.

وقالت حسيبي إبرو، وهي إخصائية نفسية تعمل على متن العبارة، إن أشخاصا آخرين كانوا يجهشون بالبكاء ويعانون من صعوبة في النوم.

وأضافت “إنني أقول (للناجين من الزلزال) إن ما يمرون به طبيعي وإن هذه الأعراض ستنخفض تدريجيا بمجرد العيش في بيئة آمنة”.

وقالت: “هذا يشعرهم بالهدوء حقا. إنهم يشعرون بالارتياح عندما يعلمون أنهم لن يفقدوا رشدهم، فهم في الواقع عاقلون وهذا شيء سيلاحظه أي شخص عادي. نحن نراقبهم طوال اليوم”.

وأضافت أن الآثار طويلة المدى على الصحة العقلية لا يمكن إدراكها إلا بمرور الوقت حيث يعالج الناس الصدمات بطرق مختلفة.

وأشارت إلى أن حجم الصدمات التي عانى منها الناجون لا يصدق.

وانتشل رجال الإنقاذ بعض الناجين من تحت الأنقاض بعد قضائهم ساعات في البرد والظلام ليكتشفوا بعد ذلك وفاة أفراد أسرهم أو أنهم لايزالون في عداد المفقودين، وأن الأحياء المزدحمة التي كانوا يعيشون فيها تحولت إلى أكوام من الركام.

وقال الأطباء إن أعداد المرضى الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة ونوبات الصرع بعد الزلزال آخذة في الزيادة.