أول سباح عربي يتأهل لأولمبياد 2024.. التونسي الحفناوي يعلق

وبعد أسابيع من تتويجه بطلا لملتقى “نوكسفيل” الدولي للسباحة، الذي جرت منافساته في الولايات المتحدة في يناير الماضي، رسخ البطل الأولمبي سيطرته على سباقات 1500 و400 متر سباحة حرة، وفرض نفسه مجددا نجما لمسار “برو تير” الدولي، في مسابح ولاية فلوريدا.

وحطم أيوب الحفناوي رقمه القياسي الشخصي في سباق 1500 متر، قبل أن يفوز، الجمعة، بسباق 400 متر، ويكون أول المتأهلين رسميا للألعاب الأولمبية “باريس 2024”.

الطريق الذهبي نحو باريس

ولم يعد الفوز بسباقات السباحة ضمن المسارات الدولية أمرا مفاجئا للحفناوي، الذي أحرز ذهبية سباق 400 متر سباحة حرة، بعد إنهائه السباق متصدرا بتوقيت 3 دقائق و46 ثانية و2 جزء بالمائة، متغلبا على المصري مروان القماش (3 دقائق و47 ثانية و34 جزءا بالمائة) والأميركي كيران سميث (3 دقائق و48 ثانية و2 جزء بالمائة).

وقبل إحرازه ذهبية 400 متر، فاز الحفناوي، الأربعاء، بسباق 1500 متر، محطما رقمه الشخصي، وذلك بحلوله في المركز الأول بتوقيت قدره 15 دقيقة و24 جزءا بالمائة، متقدما على المصري القماش (15 دقيقة وثانية واحدة و26 جزءا بالمائة)، والبطل الأولمبي الأميركي بوبي فينك، الذي حل ثالثا في السباق بتوقيت 15 دقيقة وثانيتين و54 جزءا بالمائة.

واعتبرت وزارة الشباب والرياضة في تونس، واللجنة التونسية الأولمبية، أن إنجاز الحفناوي، الذي يحمل آمال السباحة العربية والإفريقية، “تأكيد جديد على المستوى المرموق الذي أصبح عليه البطل الذي يوصف بأنه (قرش المسابح العالمية)، وذلك منذ تتويجه بذهبية أولمبياد طوكيو 2021.

وفي تلك الألعاب، دخل الحفناوي، الذي ينتمي للترجي التونسي، تاريخ الرياضة العربية، عندما أصبح أصغر رياضي عربي في التاريخ يتوج بالميدالية الذهبية للألعاب الأولمبية عن عمر 18 عاما فقط، إثر فوزه بسباق 400 متر سباحة حرة.

وأشادت اللجنة الأولمبية التونسية، بالحفناوي بالقول إن “الطريق إلى منصة التتويج بالذهب في أولمبياد باريس 2024 ينطلق من مسار فلوريدا الأميركية”.

وقالت اللجنة: “كون الحفناوي أول سباح عربي وإفريقي يقتطع بطاقة التأهل للألعاب الأولمبية المقبلة، يعد تأكيدا على طموحاته الكبيرة لمواصلة إنجازاته الأولمبية التي بدأها في طوكيو قبل نحو عامين”.

إشادة دولية

من جانبه، أشاد الاتحاد الدولي للرياضات المائية، بإنجازات الحفناوي، معتبرا أنه كان “الأسرع والأقوى بملتقى (برو تير) الدولي للسباحة بالولايات المتحدة”، وذلك في أعقاب سباق مثير وحماسي إلى الأمتار الأخيرة.

وشدد الاتحاد الدولي للرياضات المائية، عبر موقعه الإلكتروني، أن “الحفناوي لا يهدر الكثير من الوقت لتحسين توقيته وضمان التأهل الأولمبي المبكر لباريس 2024، وبدء موسم مثالي بإحصائيات مرضية للغاية”.

وتابع: “الحفناوي ظهر على الساحة العالمية في أولمبياد طوكيو 2020 بفوزه بالميدالية الذهبية الأولمبية في سباق 400 متر، رغم كونه كان يسبح في الخانة الثامنة، التي تمنح عادة للسباح الذي حقق أبطأ وقت في التأهل للدور النهائي، مما جعل إنجازه أكثر روعة وإثارة”.

وفي تصريحات له للموقع الرسمي للاتحاد الدولي للسباحة، علق البطل التونسي عن حصوله على أفضل وقت في العالم لعام 2023 في سباق 1500 متر، قائلا: “في الحقيقة كنت أتطلع إلى تحقيق توقيت تحت 15 دقيقة، لكنني كنت قريبا جدا من ذلك”.

واستطرد: “سعيد بأدائي وآمل أن أحقق إنجازات جديدة من خلال المشاركة في أولمبياد 2024، في سباقات 400 متر و800 متر و1500 متر سباحة حرة”.

وتابع: “لم أكن أعرف أني أنهيت سباق 1500 متر في 15 دقيقة وبضع أجزاء من المائة، وأن ذلك الزمن كان أسرع من أفضل توقيت للتأهل للأولمبياد، لكن بمجرد خروجي من الماء، أخبرني مدربي أنني تحسنت وحطمت رقمي السابق وهو 15 دقيقة و99 جزءا بالمائة”.

وقال الحفناوي، الذي انتقل إلى الولايات المتحدة في أغسطس 2022 لمواصلة مسيرته الرياضية، ومواصلة دراسته في اختصاص الإدارة الرياضية بجامعة إنديانا: “أتطلع إلى مواصلة مسيرتي الأكاديمية وأيضا مشواري الرياضي”.

وأضاف: “أعتقد أنني وجدت نفسي في بيئة جيدة جدا مع فريق عمل يدفعني دائما إلى القيام بأفضل ما لدي من مجهودات. أتدرب يوميا مع السباح القماش وهو شريك تدريب جيد جدا. إنها تدريبات رائعة معه وهدفي سيكون إنجازا أولمبيا جديدا بعد طوكيو 2021”.

يشار إلى أن الحفناوي، المولود في ديسمبر 2002 بمحافظة قفصة (جنوب)، أصبح واحدا من أبرز الرياضيين التونسيين الذين ما انفكوا يتألقون عالميا في الألعاب الفردية، على غرار أنس جابر في التنس، ومروى العامري في المصارعة، وخليل الجندوبي في التايكواندو، وغيرهم من الرياضيين الذين تعمل تونس على إعدادهم ليحملوا رايتها في الألعاب الأولمبية في باريس 2024.

اترك تعليقاً