الخلطة السرية.. كيف هيمنت كرة السنغال على قارة إفريقيا؟

فقد نجح المنتخب السنغالي الأول في التتويج بكأس الأمم الإفريقية للمرة الأولى بتاريخه في فبراير 2022، بعد الفوز على مصر بضربات الترجيح، ثم تأهل لكأس العالم على حساب الفراعنة أيضا وبالطريقة ذاتها، بعد شهر من النهائي القاري.

وفي أكتوبر 2022، توج المنتخب السنغالي ببطولة إفريقيا للكرة الشاطئية التي أقيمت في موزمبيق، بركلات الترجيح على حساب المنتخب المصري بالتخصص.

وواصلت السنغال هيمنتها على كافة البطولات بعد التتويج ببطولة إفريقيا للمحليين في الجزائر فبراير الماضي، على حساب أصحاب الأرض بركلات الترجيح، قبل التتويج في مارس 2023 ببطولة إفريقيا للشباب بالفوز على غامبيا في المباراة النهائية بهدفين نظيفين، ليتأهل شباب السنغال إلى نهائيات كأس العالم تحت 20 سنة للمرة الرابعة على التوالي.

قاعدة أوروبية

وأوضح الناقد الرياضي المتخصص في الكرة الإفريقية طارق طلعت، أن السنغال نجحت خلال السنوات الأخيرة في زيادة عدد المحترفين في الدوريات الأوروبية، ودعمت فكرة خروج اللاعبين شمالا حتى في حال تلقي عروض من أندية صغيرة.

وأشار طلعت في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن خوض اللاعبين عددا كبيرا من المباريات على المستوى الأوروبي العالي ساهم في زيادة جودة اللاعب السنغالي، التي هي في الأساس مرتفعة.

كما تحدث عن “مشروع بخصوص المدرب، الذي جعل القائمين على الكرة يعتمدون على مدير فني وطني للمنتخب الأول هو أليو سيسيه، فأصبح ينافس أكبر المدربين في العالم”.

وعن أسباب نجاح بقية المنتخبات السنغالية، علق الناقد الرياضي: “نفس الرأس التي تخطط للمنتخب الأول هي التي تخطط لباقي الفئات السنية. تم تخصيص أفضل المدربين المختارين وفق معايير علمية، والنتيجة واضحة أمام الجميع”.

“وعليه فإن السر في التفوق السنغالي يعود إلى وجود مشروع تعمل إدارة الكرة في البلاد على تنفيذه منذ فترة طويلة وبشكل علمي”، وفقا للمتحدث.

واختتم طلعت حديثه عن مستقبل الكرة السنغالية قائلا: “الطفرة السنغالية على مستوى المنتخب الأول لن تكون مقتصرة فقط على الفترة الحالية، وأتوقع أن تستمر خلال الفترة المقبلة حتى بعد نهاية الجيل الحالي”.

جسر إلى أوروبا

• نشر حساب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تقريرا عبر موقعه الرسمي، عن أكاديمية نادي “جينيراسيون فوت” التابعة لنادي ميتز الفرنسي، التي أفرزت أكثر من 30 لاعبا منذ عام 2000، تحولوا إلى الاحتراف.

• وفق الفيفا، كونت أكاديمية “جينيراسيون فوت” خط تصدير للمواهب السنغالية إلى أوروبا من خلال ميتز، قبل أن يتم اعتماد التعاون لشراكة رسمية عام 2003، لتفرز عددا من نجوم “أسود التيرانغا” مثل ساديو ماني وإسماعيلا سار.

• امتدت أهداف الأكاديمية إلى ما هو أبعد من كرة القدم، حيث كانت تساعد الشباب المعرضين للخطر على الاندماج في المجتمع.

• أدى التعاون بين أكاديمية “جينيراسيون فوت” وميتز إلى انتقال 17 لاعبا لرديف النادي الفرنسي منذ عام 2003، ليتم الدفع بـ8 لاعبين منهم في الفريق لأول ويشكلوا القوام الرئيسي للفريق.

• كان إسماعيلا سار وبابا سار من بين هؤلاء اللاعبين، لينجح ميتز في جني 34 مليون يورو من تسويقهم، بالإضافة إلى تأهيل وتدريب وبيع لاعبين مثل ساديو ماني وبابا سيسي وكاليدو كوليبالي.

• على الجانب الآخر، استفاد نادي جينيراسيون فوت، حيث توج بالدوري السنغالي مرتين وحقق الكأس المحلية مرتين، وشارك في دوري أبطال إفريقيا.

• في فبراير 2023 في أمم إفريقيا للشباب، دفعت السنغال بأحدث المواهب من ميتز، مثل لامين كامارا وبابا ديالو وماليك مباي، ليكونوا نواة مستقبل لاستمرار السنغال على قمة القارة.

اترك تعليقاً