نوروز كردستان العراق.. طقوس واحتفاء رغم المطر

حيث يخرج المواطنون مرتدين أزيائهم الفلكلورية، منذ ساعات الفجر الأولى في تلك الرحلات للاحتفال بنوروز في أحضان الطبيعة، بعيدا عن ضوضاء المدن والبلدات وروتينها، يتجاذبون أطراف الحديث والذكريات ويمضون وقتهم في ممارسة هوايات وألعاب مختلفة مثل الشطرنج وطاولة الزهر وورق الشدة، للتسلية والترويح عن النفس.

رقص وطبخ ولعب

فيما تصدح الموسيقى الكردية عالية والتي تعقد على وقعها حلقات الدبكة التي تنتشر في كل مكان، وفي الأثناء ينهمك عدد من أفراد كل عائلة أو مجموعة بإعداد طعام الغداء، حيث الإقبال أكثر ما يكون على طهي وجبات تقليدية كردية مثل الدولمة واليبراخ ( أي المحاشي وورق العنب أو السلق الملفوفين )، والأرز البرياني والقوزي مع اللحم أو الدجاج، علاوة على حفلات الشواء التي هي جزء لا يتجزأ من مائدة نوروز العامرة .

طرق احتفال مبتكرة

ورغم أن نوروز هذا العام شهد هطولا كثيفا للأمطار وعواصف رعدية قوية في العديد من المناطق بإقليم كردستان، ولا سيما في محافظتي السليمانية ودهوك، لكن مع ذلك فإن سوء الأحوال الجوية لم يحل دون خروج كثيرين لأحضان الطبيعة في يوم نوروز، ولو اقتضى الأمر منهم ابتكار طرق جديدة للاحتفال، عبر نصب خيم كبيرة وصغيرة مثلا، فضلا عن أن آخرين اكتفوا فقط بتعليق أكياس وقطع بلاستيكية كبيرة وربطها بين عدة أشجار للجلوس تحتها تجنبا للمطر.

تقليد تتوارثه الأجيال

يقول ريبوار طه وهو رب أسرة كردي عراقي، في حديث مع موقع سكاي نيوز عربية:

  • لم نخرج هذه السنة لإحياء نوروز في الطبيعة، بالنظر لسوء الطقس وكثافة الأمطار واكتظاظ الطرق وخطورتها، لكننا رغم ذلك تابعنا عبر شاشات التلفزة مجريات اليوم النوروزي في الخارج، حيث أن العديد من المواطنين ومنهم أقرباء وأصدقاء لنا، رغم كل شيء خرجوا للاحتفال في المناطق المعهودة.
  • ذلك أن إحياء عيد نوروز هو طقس اجتماعي وقومي وتقليد نتوارثه كأكراد عبر الأجيال، ولهذا شاهدنا اليوم كيف أن كثيرين تحدوا رداءة الطقس، وأصروا على الاحتفال بنوروز ولو تحت المطر ورغم الجو البارد والعاصف.