عيد لبنان.. عودة الأرجوحة “القديمة” وسلوك الأطفال تغير

مشهد أرجوحة العيد، والثياب الجديدة بألوان زاهية وانتظار الدور للعب، عادت في عيد الفطر هذا العام في محيط المسجد المنصوري الكبير وسط مدينة طرابلس شمالي البلاد، حيث اجتمع الأطفال من أعمار متفاوتة، في هذه الفسحة الجميلة ينتظرون ركوب الأرجوحة بتذكرة حدد ثمنها بـ10 آلاف ليرة فقط لكل 10 دقائق.

أكثر من 15 طفل يصعدون تباعا ويهتفون صعودا وهبوطا ” اليوم العيد بنعيّد”.

وقال الناشط الاجتماعي رئيس جمعية “منتدى النجوى والثناء الخيري ” محمود النابلسي لموقع “سكاي نيوز عربية”: “وجدنا الأطفال مستمتعين بالأرجوحة ومنهم من لا يعرفها من قبل أو جربها للمرة الأولى هذا العيد ونالت إعجابه.. هنا المتعة أكبر من الملاهي والألعاب الكهربائية”.

تقليد جديد قديم

وقال الباحث في التاريخ وعضو بلدية طرابلس خالد عمر تدمري لموقع “سكاي نيوز عربية” إن ” أرجوحة العيد تقليد تاريخي في لبنان وهناك في مدينة طرابلس ساحات مخصصة لها مثل ساحة خان العسكر في طرابلس وهي تشبه إلى حد كبير مدينة الملاهي في عصرنا الحديث وبأسلوب آمن .”

وأضاف: “هذا التقليد عاد ليزدهر مع اشتداد الأزمة المعيشية، وعادت معها أهازيجها المعروفة”.

وأضاف تدمري: “لاحظنا كيف عادت الأراجيح إلى ساحة الدفتار في طرابلس حيث كانت تقام سابقا وتغطي منطقة واسعة محيطة بها .”

وتابع: “نصبت أراجيح أخرى بالقرب من ساحة باب الرمل القريبة من مقهى موسى الرمضاني في مشهد مثل التجاور بين زيارة الموتى في المقبرة الموجودة في المكان وبين أراجيح العيد.”

وقال تدمري: ” لا زالت الأراجيح موجودة كذلك قرب ضفة نهر أبو علي في طرابلس وهي صغيرة الحجم مصنوعة من الأخشاب المتينة، والأهم أنها لا تعمل على الكهرباء الغائبة أصلا بل بالدفع بالأيدي، لتبقى الأرجوحة هي الفرحة الوحيدة في العيد التي تلبي رغبات الأطفال في المناطق الشعبية “.

أسلحة خشبية تنتشر في العيد

ولفت تدمري إلى ظاهرة جديدة جذبت الانتباه أكثر من أي وقت مضى: “لاحظنا الأطفال يصنعون بأيديهم البنادق الخشبية في يوم العيد ويحملون السلاح الخلبي (البنادق البلاستيكية) في أكثر من منطقة في لبنان في مشهد أثار أكثر من علامة استفهام حول مدى تعلق الأطفال بمثل هذه الألعاب القتالية”.

وقال صاحب متجر لبيع ألعاب العيد في بيروت، سعيد موسى، لموقع “سكاي نيوز عربية”: “هذا العام استبدل الأطفال شراء اللعب الإلكترونية بشراء الأسلحة الخلبية”.

وأضاف موسى: “لم نكتف بالكمية التي جهزناها فقمنا بطلب كميات إضافية في ثاني أيام العيد “.

لماذا يرغب أطفال لبنان بشراء ألعاب السلاح؟

أوضح أستاذ مادة علم النفس في الجامعة اللبنانية أحمد العلمي لموقع “سكاي نيوز عربية” أن هذه الظاهرة مفاجئة وأرجع الأسباب الى ما يلي:

  • من الواضح أن بعض السلوكيات غير الجيدة بدأت تكرس في النسيج الاجتماعي.
  • عدم التعلم من أخطاء الماضي والانقسامات الداخلية.
  • غياب الدولة عن الشأن الاجتماعي في لبنان أورث ما يسمى بالنقص بالانصهار الاجتماعي .
  • غياب رقابة الأهل على الأطفال بمتابعة أفلام السينما والتماهي مع السلوكيات العنيفة وتبسيط فكرة القتل.
  • المعالجة تكون ببناء دولة المواطنة وبناء الحوار والانفتاح بين المواطنين.
  • تكريس مفهوم المواطنة من خلال المدارس ونشر الثقافة ومراقبة الإعلام حول خطر السلاح.