تسليم الرئيس علي عبدالله صالح السلطة … آخر المحطات الديمقراطية التي يفتقدها اليمنيون

مارب اليوم – وكالة خبر

يمثل 27 ابريل، للشعب اليمني، من كل عام محطة للحرية والتجسيد الكامل لحكم الشعب نفسه بنفسه عبر ارساء مداميك الديمقراطية والتعدد السياسي والتداول السلمي للسلطة واختيار الشعب من يمثله.

ففي مثل هذا اليوم من العام 1993م، دخل اليمن مرحلة جديدة في تاريخه السياسي في أول تجربة انتخابية ديمقراطية تنافسية انتقلت فيها كل القوى السياسية من خندق الصراعات المحكومة بالأيديولوجيا إلى مرحلة التنافس السلمي في صورة جمعت كل ألوان الطيف السياسي التي كانت حصيلة انتقال اليمن من نظام الحزب الواحد إلى التعددية الحزبية.

ولهذا اليوم في الذاكرة السياسية اليمنية دلالات كبيرة إذ شكل انتصارا لنضالات الشعب اليمني من أجل الديمقراطية والعدالة التي وصفها الشهيد الرئيس علي عبدالله صالح في غير مرة بانها " سفينة النجاة للأنظمة السياسية" و" خيارا لا رجعة عنه " في مبادئ أسست لمرحلة جديدة أكثر تطورا وانتقلت فيها البلد إلى مصاف الدول المتحضرة في تجربتها السياسية.

وفي هذا اليوم أيضا صنع اليمنيون تاريخا سياسيا جديدا بتجربة مبكرة عكست حالة الانسجام والتوافق بين أطراف المعادلة السياسية من اليمين إلى اليسار في فترات عصيبة كانت فيه الكثير من المناطق في العالم تعيش أجواء صراع وتناحر سياسي فيما كانت اليمن تصنع أول تجربة تنافس سلمي ديمقراطي أنتجت خارطة سياسية وانتخابية معتمدة على التنافس الديمقراطي السلمي والشريف في صورة أكدت مقدرة اليمنيين على صناعة المعجزات في نقل المعترك السياسي إلى ميدان التنافس الديمقراطي الشريف والمسؤولية الوطنية بعيدا عن كل قواميس الصراعات والاحتقانات السياسية.

وجسدت التجربة الانتخابية البرلمانية الأولى أبريل 1993 ، والثانية أبريل 1997 ثم التجربة الثالثة أبريل 2001 حرص القيادة السياسية في الإلتزام والحفاظ على هذا الخيار باعتباره الطريق الوحيد لبناء يمن جديد ديمقراطي وسلمي متطلع إلى المستقبل .

وتأتي التجربة الرابعة للانتخابات النيابية في أبريل العام 2007 وقد خاض اليمنيون تجارب انتخابية أكثر تقدما في تجربتين للانتخابات المحلية وتجربتين للرئاسية شهدت الكثير من التطور بشهادة الكثير من مراكز الأبحاث الدولية والخبراء في الشأن الديمقراطي.

تسليم الرئيس على عبد الله صالح السلطة لخلفه الرئيس هادي في 27 من فبراير عام 2012 في انتخابات توافقية لفترة انتقالية لمدة سنتين، كانت هذه المحطة أخر مراحل الديمقراطية التي عاشتها اليمن لتخذلهم بذلك القوى السياسية التي طالبت باسقاط النظام دون أن يكون لديها مشروع وطني للتتجه اليمن نحو هاوية سحيقة لم تقم بعدها.

تم تجريد اليمن من الديمقراطية فجاء الانقلاب الحوثي في 21 سبتمبر 2014 الذي سلب اليمن من ديمقراطية ..ليسلب من المواطن حقوقه التي شرعها له الدستور في الرأي والتعبير والانتخاب فارضا نفسه وليا على رقاب اليمنيين بمزاعم الحق الإلهي.