مأرب اليوم
نجح مراد في أن يخطو أولى خطواته نحو العالمية، بعد أن حجز لنفسه مكانا في مسابقة “أسبوع النقاد” بالدورة الـ76 لمهرجان كان السينمائي الدولي، ما بين 16 وحتى 27 مايو.
وجاء ذلك عن فيلمه القصير الموسوم بـ”عيسى”، الذي يغوص به في تفاصيل حياة المهاجرين ومعاناتهم.
عين على المهاجرين الأفارقة
ويتتبع الفيلم قصة عيسى، وهو مهاجر إفريقي يبلغ من العمر (17 عاما) يعيش في القاهرة، وهو يسابق الزمن لإنقاذ أحبائه بعد حادث عنيف تعرضوا له.
موقع “سكاي نيوز عربية” التقى بمخرج الفيلم، على هامش مشاركته في المهرجان، للحديث عن هذه التجربة.
يقول المخرج مراد مصطفى: “أنا ابن منطقة شعبية في مصر اسمها “عين شمس“، وهي منطقة تعج بالمهاجرين الأفارقة وهو ما شكل لدي هاجس البحث في تفاصيل قصص المهاجرين الذين يأتون إلى الوطن العربي من العديد من الدول الإفريقية”.
وسبق للمخرج أن قدم فيلما مشابها، عن قصة فتاة إفريقية أطلق عليه عنوان “جنة ورد”.
وبالنسبة لفيلم عيسى فقد تم تصوير الفيلم في ثلاثة أيام، وذلك تحت ضغط كبير جدا على فريق العمل.
بدأت فكرة إنتاج الفيلم منذ 3 سنوات، عندما طرحتها المنتجة سوسن يوسف، ليتطور المشروع مع الوقت خلال مرحلة الكتابة.
بهذا الشكل اختار مراد أن تقديم فيلما قصيرا مختلفا، وقد تنقل خلال تلك الفترة القصيرة من التصوير في العديد من المناطق.
من الأمور المهمة التي يذكرها مراد، والتي ساعدت في إنجاز العمل، تلك العلاقة القوية التي تجمع فريق العمل، وهو الفريق نفسه الذي تعامل معه خلال تصوير أفلامه الأربعة السابقة.
التواصل بين أعضاء فريق العمل، يعد وفقا للمخرج المصري أمرا هاما وضروريا في صناعة أي فيلم جيد، خاصة عندما يكون الفريق شباب لديهم نفس وجهة النظر الفنية تجاه الأعمال.
ويرى مراد أن المشاركة في مهرجان كان يجعله يشعر بالفخر، وهي خطوة تحمله الكثير من المسؤولية.
ووصف التجربة بـ”النقلة الحقيقة في مساره كمخرج بعد سنوات من العمل”.
هناك دعم للشباب
عن ظروف التصوير والإنتاج في العالم العربة يقول مراد:
- عندما ولدت فكرة المشروع، قررنا أن لا نكتفي بفكرة البحث عن ممولين محليين من داخل مصر لإنتاج الفيلم.
- سافر مراد بالمشروع إلى العديد من معامل تطوير الأفلام في المهرجانات العالمية الكبرى، بداية من مهرجان برلين السينمائي حيث كانت الانطلاقة الحقيقية والكبيرة لمشروع الفيلم.
- ورغم ذلك فهو يرى أن هناك دعما كبيرا للشباب العربي المهتم بالسينما، خاصة في ظل المهرجانات المهمة التي أصبحت تعرفها المنظمة العربية، والتي نجحت في استقطاب المؤسسة التي تدعم وتمويل الأفلام العربية.
هذا الأمر انعكس بشكل إيجابي بحسب المخرج المصري الشاب على مستوى الأفلام العربية، خاصة على مستوى التقنية التي يتم بها تصوير الأفلام والمواضيع التي تطرحها.
ويشارك في بطولة الفيلم الممثل الكيني مارسيلينو وكنزي محمد، بينما أشرف على إدارة التصوير مصطفى الكاشف، وتولى المونتاج محمد ممدوح.
الفيلم سيناريو مراد مصطفى وسوسن يوسف، ويعد واحدا من بين 9 أفلام عربية تشارك في مهرجان كان، منها فلمان قصيران من مصر.
ويشارك المخرج المصري جهاد شاهين بفيلمه القصير الموسم بـ”الترعة” في مسابقة “لوسيناف”، التي تنظم على هامش المسابقات الرسمية للمهرجان.
