طرابلس.. تفشي الفقر في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية بلبنان

البائع الجائل أطلق عليه لقب أبو الفقراء وبات شخصية معروفة في أنحاء مدينة طرابلس.

قد يصعب على المرء أن يصدق أن سكان هذه الخيام لبنانيون لاجئون في وطنهم، فهم لا يملكون ما يكفيهم لتحمل تكلفة العيش حتى ولو في منزل بسيط.. وينتظرون من يمد العون لهم وإن برغيف خبز.

رغيف يحمله نضال، الملقب بـ”أبو الفقراء” ليس لغناه وثرائه، بل لأنه سعى طيلة 3 عقود لإعالة الفقراء بما هو متاح من إمكانيات.

يقول أبو الفقراء: “منذ عقود قررت أن أقف إلى جانب الفقراء وأن أسعى لرؤية بسمة صغيرة على وجوه الكثير من المحتاجين”.

 يدان لا تجنيان إلا القليل من الربح

كان يملك بسطة شعبية صغيرة، لكنه خسرها مؤخرا.

على دراجته الهوائية يجول باحثاً عن قطع قماش بالية لشرائها ومن ثم بيعها بربح لا يتجاوز الدولار الواحد مقابل كل كيس كبير.

يقول الصحفي غسان ريفي إن أبا الفقراء “كان يبيع الألبسة بأرخص الأسعار وكما يحقق ربحاً صغيراً يقوم بتقديم الملابس مجانا ويقتطع من أرباحه نسبة لمساعدات الفقراء والمحتاجين”.

“لا يشعر بالفقر إلا من اختبره”.. مقولة يرددها نضال، وقد تفسر هذه الظاهرة في بلد يستمد استمراريته على التكافل الاجتماعي الذي يظهره أبناء الشعب اللبناني تجاه بعضهم البعض.

في مناطق الشمال اللبناني يتمدد الفقر وتتسع رقعته، وبالتوازي، يتراجع دور المؤسسات الرسمية ويتقلص حضورها، بوجود مبادرات كتلك التي يقوم بها ابو “الفقير”، الذي يحرص على ديمومتها بما هو متاح من وسائل وإمكانيات.