إن لم تكن معي فأنت ضدي

قطر الندى الهتاري

إن ارتفاع خطاب الكراهية والتحريض بين أطراف الحرب اليمنية لا يصب في مصلحة احد، فله آثار سلبية وخيمة تؤثر على قضية المواطنة المتساوية والتعايش السلمي والقبول بالآخر الذي أصبح في إنهيار متسارع لما بناه اليمنيون منذ 1962م .

منذ نجاح ثورة 26 سبتمبر واليمن يعيش على مبدأ المواطنة المتساوية والقبول بالآخر رغم وجود اختلافات وتوجهات وقناعات متنوعة إلا أن الاحترام المتبادل يسيطر على الجميع، بعكس ما وصلنا له اليوم من دعوة للقتل والعنف وارتكاب الجرم كما حدث من ترحيل لأبناء المناطق الشمالية من عدن والتحريض ضدهم بالاعتداء. والتمييز والعنصرية على أساس العرق او الدين او الانتماء الفكري كما في قضية المهمشين أصحاب البشرة السوداء في المجتمع.

أما التحريض والانتقام والنيل من الآخر فما نعيشه الآن هو أكبر مثال عليه وكأن الجميع يقول إذا انت لست معي فأنت عدوي.

الوصم والانقاص من قيمة الآخر هذا شيعي وهذا وهابي وذاك داعشي.. انا شمالي وانت جنوبي، الشتم والمس بكرامة الإنسان بالنعت مرتزقة، عملاء، متفودين، تجار حرب، دنابيع، ميليشيات ..إلخ. هذا هو لسان حال اليمنيين منذ بداية الحرب الدائرة بينهم طيلة أربع سنين.

تنص المادة(20) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على حظر أي دعوة للكراهية أو العنصري تشكل تحريضا على التمييز او العداوة او العنف.

إن استمرار لغة الكراهية والتحريض يدفع باليمنيين إلى مصير مجهول يؤدي إلى التباعد والفرقة والعداوة وزيادة الصدع بين أبنائه إن لم يتداركوا أنفسهم وينشرون قيم التسامح والقبول بالاختلاف مع الآخر.

 (نقلا عن منظمة نسيج الإعلامية)