أحد الطرفان منتصر بمشاورات السويد ..وحقق هدفه ببنود خفيه مررتها الامم المتحدة《تحليل سياسي》

مأرب اليوم-متابعات/

قال رئيس وفد الحكومة اليمنية في مشاورات السويد خالد اليماني اليوم الخميس في مؤتمر صحفي عقده عقب انتهاء المشاورات التي عقدت برعاية المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، إنه «لأول مرة تقبلُ المليشيات في تاريخها الانسحاب وستعود الحديدة الى السلطات الشرعية عبر المؤسسات الرسمية حيث ستبقى ممرا إنسانيا».
وأضاف «هذا يعني انسحاب المليشيات الحوثية من الصليف ورأس عيسى».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال أن الطرفين اتفقا على سحب وحداتهما من المدينة، مع الإبقاء على عناصر أمنية محلية
غير أن مراقبين شنوا هجوماً كبيراً على اليماني ومن ورائه وفد الشرعية الذي – وبحسب قولهم – ارتكب واحدة من أفدح الأخطاء بحق الجمهورية.
وفي هذا الصدد يقول الصحفي محمد قاسم: ما ارتكبه وفد الشرعية اليوم في السويد أمر لا يصدقه عاقل.. تخيلوا أن الاتفاق الذي وافق عليه وفد الشرعية ينص على سحب مقاتلي الطرفين من المدينة، مع الإبقاء على “قوات محلية” لضبط الأمن، والقوات المحلية أصلاً هي في الأصل قوات موالية للحوثي باعتباره الطرف المسيطر على المدينة منذ أربع سنوات. أي أن الاتفاق في حقيقته ينص على انسحاب الشرعية فقط وبقاء الحوثي في المدينة، وكأنك يابو زيد ما غزيت، وكأن قوافل الدماء الزكية التي قدمها اليمنيون على أبواب المدينة ضاعت هدراً.
ويبدو أن خسائر الشرعية كانت كثيرة جداً خلال هذه المشاورات، ولعل الانتصار الوحيد الذي حققته كان رضوخ جماعة الحوثي بإعلان قبولها تشغيل مطار صنعاء كمطار داخلي، وتفتيش رحلاتهم لضمان عدم تهريب السلاح والمال من وإلى المليشيا، لكن هذا الانتصار لم يدم أكثر من 24 ساعة، حيث أعلن وفد الحوثي في اليوم الأخير من المشاورات تنصله من الاتفاق وعدم موافقته عليه، ساحباً بذلك النصر الوحيد الذي كان بيد الشرعية، ما يجعلها كمن خرج من مشاورات هي الطرف الأقوى فيها بكل الخسائر وبلا انتصار واحد.
ومع كل ذلك لا تزال الاتفاقات المبرمة في ستوكهولم حبراً على ورق، خاصة وأن كلا الطرفين لم يوقعاً شيئاً عدى اتفاقية الإفراج عن المعتقلين والأسرى، وبهذا تبقى السيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات: إما باتجاه التصعيد الأكبر في منسوب العمليات القتالية وإما الهدوء التدريجي لأصوات المدافع حتى توقف الحرب بشكل كلي.

اترك تعليقاً