Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2016-04-18 06:52:01Z | | Lےےےے

هي لا تحب الإخوان!

سليمان جوده

تنحاز منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الإنسان إلى وجهة نظر الإخوان فى الكثير من المناسبات، وأخشى أن يكون انحيازها راجعًا فى جزء لا بأس به منه إلى أننا لا نتواصل معها ومع القائمين عليها كما يجب، أكثر من رجوعه إلى قناعتها بفكر الجماعة، وأكثر من إيمانها بما تقوله الجماعة وتردده وتروجه!. إننا مع كل خطوة تخطوها هذه المنظمة فى اتجاه جماعة البنا، على حساب الحقيقة القائمة فى الواقع، نسارع بالرد عليها.. وهذا جيد فى حد ذاته.. ولكنه لا يكفى، وما يكفى هو أن نتواصل معها، وأن نذهب إليها فى مقرها، وأن ندعوها للمجىء إلينا هنا، وأن نأخذها إلى بعض المواقع التى تتحدث عنها دائمًا، وتنتقد حالة حقوق الإنسان فيها، لترى هى بشكل مباشر!.

إننا نعرف تمامًا أن مَن رأى ليس كمَن سمع، وهذا المعنى ينطبق تمامًا على هيومان رايتس ووتش، التى تسمع عنا من آخرين، ولكنها لا تسمع منا!

وكل ما هو مطلوب أن تسمع منا، سواء ذهبنا إلى حيث يقع مقرها، أو جاءت هى إلى حيث تظل تنتقد وتهاجم فى تقاريرها التى لا تتوقف عنا!.

وكونها منحازة إلى وجهة نظر معينة، فهذا طبيعى فى المطلق، لأن الحياد فكرة خيالية فى الأصل، وافتراض الحياد فيها أو فى غيرها إغراق فى مثالية لا لزوم لها ولا مبرر!

وإذا استطعنا أن ننزل بانحيازها إلى الإخوان 50%‏ أو أكثر أو أقل، فسوف يكون هذا نجاحًا، وسوف يكون اختراقًا يتعين علينا أن نظل نمارسه معها ومع سواها!.. فهى بينها وبين نفسها تعرف أن ما تذيعه عن الأحوال فى مصر، وخصوصًا أحوال حقوق الإنسان، ليس صحيحًا بنسبة مائة فى المائة.. وعلينا أن نواجهها بأن وجود ملاحظات من جانبها أو من جانب غيرها على حالة حقوق الإنسان عندنا أمر طبيعى.. وهو طبيعى لأن هذا حال حقوق الإنسان فى أى بلد، بما فى ذلك الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها، التى تحمل المنظمة جنسيتها، وبما فى ذلك بريطانيا، أم الديمقراطيات فى العالم!.. فالأرض تخلو من مجتمع الملائكة!

وعندما دعا التنظيم الدولى للإخوان إحدى موظفات المنظمة، وأعطاها مساحة على شاشة فضائية تتبعه، فإن هذا التنظيم كان يعرف بالضبط ماذا يفعل، رغم أن ما كان يبيعه لها على الشاشة كان دعايات فى مجمله، وأكاذيب، وكلامًا مرسلًا يتخاصم مع الإحساس بالمسؤولية!

والمؤكد أن هيومان رايتس ووتش لا تحب الإخوان إلى هذه الدرجة، ولا تكرهنا إلى هذا الحد، ولكنها طول عمرها تقوم على تسييس مادتها التى تنشرها بين الناس، وهى لا تعمل فى فراغ ولكنها أيضًا ترتبط بدول، وبمجموعات ضغط، وبالكثير من الخيوط غير المرئية لنا مهما دقّقنا النظر، ومهما فتشنا وراءها، ومهما تصورنا أننا قادرون على رؤية الظلال والخلفيات!.

اترك تعليقاً