مأرب اليوم
مأرب اليوم/كتابات :
إن غياب الدور السياسي في البلاد هو ما يجعل السلام حلماً بعيد المنال، فعدم وجود قيادة حقيقية تستطيع اجتثاث اليمن من صور التشرذم التي تعيشها في كل محافظة تجعل فرص خروجنا من هذا الصراع العبثي اللامنطقي بعيدة كل البعد.
نحن بحاجة الى تمثيل سياسي حقيقي يقودنا الى حل جذري يؤدي الى استقرار كلي، لكن مع الاسف فهذا التمثيل غائب تماما.
نحن اليوم بحاجة إلى عودة العمل السياسي بصورته الحقيقية.. العمل السياسي الذي يقوده كيان يمني موحد، كيان يعتنق السلام ويدين بالاستقرار، كيان وطني بعيد عن العنصرية والتطرف والدعوة الى العنف، لكننا نفتقر في وقتنا الراهن الى قيادات تحمل هذه الأسس، فالحرب انتجت فوضى خلاقة وخلفت لنا فراغاً سياسياً أبطاله أطراف الصراع بشقيه.
لا يمكن للطرفين الذين يقودان معارك دمار اليمن وخرابه أن يبنيا دولة، لأن اداة الهدم لا يمكن ان تتحول إلى أداة للبناء، لأنه يستحيل أن يتخلى تجار الحروب عن تجارتهم من اجل الشعب والوطن.
اليمن تعيش اسوأ عصورها وبالتالي فهي بحاجة الى نقلة نوعية في الجانب السياسي، نقلة تؤسس لسلام منطقي يكون مقورنا باسم اليمن الى الابد، نقلة تنسينا ما عشناه من مرارة الحرب وتحملنا إلى عهد جديد لا وجود للحرب والقتال والسلاح والدم في قواميسه وبين اسطره، نقلة تبني ما هدمته عبثية الحرب الخبيثة وتجعل السلام شعارنا الوطني.
