غياب الدولة خطر يهدد الأمن

بقلم / حنان المروني

في المشهد اليمني يبدو وضع الدولة الغائبة هو المستدام ولا أحد يعلم متى سينتهي ولا متى تستطيع الدولة المنشودة النهوض من تحت الركام وإنقاذ البلد من اﻹنفلات الذي حل عليه، وبدلا من أن تتحسن اﻷوضاع راحت تتداعى نحو الأسوأ، وبلا شك أن غياب الدولة وانفلاتها أدى إلى ظهور المليشيات والجماعات المسلحة التي تتصرف كما يحلو لها، ولسوء الحظ فإن هناك أطراف يناسبها وجود هذه المليشيات ﻷنها تحقق لها صفقاتها ورغباتها وتؤمن مصالحها.

تواجه اليمن حاليا عدة إشكالات تتمثل بإنتشار العنف والتدخلات العسكرية وتجاوزات القانون وانتشار المليشيات والجماعات اﻹرهابية المتطرفة وكل هذه الظواهر دليل قطعي على إنهيار مؤسسات الدولة بما في ذلك المؤسسة اﻷمنية والقضائية، فيلجأ المواطنون إلى أشكال بديلة من ضبط اﻷمن المجتمعي الذي أصبح مفقودا، وإلى آليات ترتكز على اﻷعراف، غير أن هذه اﻷنظمة تتآكل فتحل محلها هيئات تستند إلى المليشيات والجماعات المتطرفة، وأمام هذه التحديات  يبقى المواطنين هم الضحية اﻷولى، فقد كانوا يلجأون إلى مؤسسات الدولة ليحتموا بها من بطش الديكتاتوريين والمتسلطين وإنقاذ البلاد من حالات التدهور ونزيف اﻹقتصاد وتدهور اﻷمن وتكون مؤسسات الدولة هي الضامن لبقاء قيمة الدولة، أما حين تصبح تلك المؤسسات أحد أطراف الصراع، أو أداة في يد طرف معين فهنا تضيع قيمة الدولة وتفقد هيبتها وتنتهي معها الحريات ويضيع القانون وتتصادر الحقوق .ويكون قيام دولة عادلة في الوقت الحالي محفوف بالمجازفة وأمر في غاية الصعوبة بسبب عدم التوافق الدائم بين اﻷطراف السياسية المتنازعة. وتضل البلاد تغوص في دوامة الخلافات السياسية المستمرة والدولة المنهارة وتضيع هنا تأملات اليمنيين ببناء دولة مدنية عادلة تحفظ لهم حقوقهم وتساوي فيما بينهم.

(نقلا عن منظمة نسيج الإعلامية)