بقلم / أحمد يحيى المتوكل
نتأمل كيف مسختنا الأحداث ومسخت أسمى مبادئنا السياسية المتمثلة في بناء دولة عدالة ومدنية وديمقراطية، ونتأمل كيف ضيعنا وقتا طويلا في اتباع أشباح الحرب والانصياع لأهدافهم وأغراضهم وربط حياتنا بمشاريعهم.
من خلال هذا التأمل يطرح السؤال نفسه بقوة: لماذا ؟ وما الفائدة ؟ ماذا سنجني من تجار الحرب؟ ومتى نهاية هذا الكابوس؟!
إن ترويج المحارب لحربه هو نوع من الاستخفاف بك وبحقك في العيش الكريم، وإقصاء لحقك في المشاركة في بناء الدولة التي ترضى بها وتعيشك في طقوس المواطنة المتساوية .. إنه إيقاع بك في حفر الغل والأحقاد الطائفية والمناطقية ، وفوق هذا كله يسعى إلى تطويقك بمصيره هو !
مساومة ومقامرة ومحاولة لعزل الناس عن واقع ما يدور من حولهم من عبث وإسراف في الموت وفي النهب وفي الاستثمار الدموي.
الدولة التي نريد أن نتظلل بظلها هي دولة المساواة، لذا فهو يتنغص بهذا المطلب الشعبي لأنه صاحب منطق مناطقي لا يؤسس لأي مساواة.
الدولة التي نريد أن نتظلل بظلها هي دولة الشراكة، والحوثيون ينغصهم هذا المطلب الشعبي لأنهم يؤمنون بأحقيتهم في الانفراد بالحكم.. الدولة التي نريد أن نتظلل بها هي دولة الديمقراطية، ونحن كشعب عالقون في حلوقهم مثل الشوكة.
نرفض الترويج لخرافات الحكم التي تحاول تشويه الناس وإفراغهم من حقوقهم وطموحاتهم المشروعة.. ونرفضهم المروجين من رفضنا للحرب ورفضنا للقمع ورفضنا للاستبداد.
(نقلا عن منظمة نسيج الإعلامية)