المسؤول ليس الهاشميين

بقلم / حلمي العريقي

مترس “الولاية” الكبير يحوي الحوثيين وليس الهاشميين ولا أي فئة اجتماعية في مجتمعنا.. بمرور زمن الحرب حول الحوثيون من الهاشمية مترساً يحمي كيانهم ومن الهاشميين متارس وضحايا وذوي عقيدة بأن شعار الولاية هو طوق نجاتهم.

لا داعي للبحث عن طوق نجاة لأن اليمن بلد الجميع ويستحقها الجميع وليس حكراً على أحد دون الآخر.. الحوثيون كجماعة سياسية دينية مستقوية جعلوا من الهاشميين فريسة إعلامية متجاهلين أن هذا المكون الاجتماعي له الحق في العيش مثله مثل باقي الفئات الاجتماعية تحت لواء الوطن الواحد والدولة الواحدة.

تجنى الحوثيون على المجتمع بقتل الدولة ولفت الأنظار إلى العرق والمذهب والمنطقة.. تجنوا على الشعب بقهر الشعب، وعلى الاقتصاد بإنهاكه، وعلى المجتمع بقمعه، وهاهم يتجنون على الهاشميين بالسعي إلى تحويلهم بقايا مشروع ظلامي وتقنيعهم بأن مشروع الحوثيين هو ملاذهم ونجاتهم ودنياهم وآخرتهم.

إذن المشكلة ليست في اعتقاد الهاشمي بأن الحوثيين هم الأحق بالحكم، بل في تطبيع السياسة بالهاشمية، وفي تغلغل الحوثيين كقوة سياسية لا اجتماعية، وفي تغييب وتهميش الدولة اليمنية الجامعة التي ترعى مصالح كل الفئات دون النظر إلى هذا العرق أو ذاك المذهب أو تلك المنطقة.

الحوثيون بهذا يسعون إلى تقديم فكرة أن من كان هاشمياً فإنه مجبور على الاحتماء بمشروعي.. في باطن هذه الفكرة فكرة أعمق وأخطر تؤكد: من كان هاشمياً فعليه حمايتي وحماية مشروعي لأنه واقع في نفس الدائرة الضيقة!

جميعنا نعيش في اليمن أكباداً لها.. نعيش محفوظين بعناية الله وكرمه.. ننتظر، ونحلم بالنهاية اللائقة والتامة، ونرقب دولة واقتصاداً وقانوناً وإدارةً وخطاباً اجتماعياً واعياً ووطناً متعافياً.. نرى أن كل هؤلاء تسببوا في تعميق الجراح، ونؤمن بأن جميعنا قادرون على تطبيب هذه الجراح ولو بالكلمة الطيبة.

انهضوا من أوهامكم فهذه الممارسات الاستقوائية التي يمارسها الحوثيون هم الوحيدون المسؤولون عنها.