بسبب مخاطر كورونا.. فريق الخبراء الدوليين يدعو لإطلاق سراح المحتجزين والمعتقلين السياسيين في اليمن

أعرب فريق الخبراء البارزين الدوليين والإقليميين بشأن اليمن، اليوم الإثنين، عن قلقه البالغ إزاء المخاطر المحتملة لتفشي فيروس كوفيد-19 (كورونا) بين المحتجزين والسجناء في اليمن.

وقال فريق الخبراء البارزين “إن السلطات في اليمن، الذي كان يُعتبر قبل الحرب أحد أقل دول العالم نمواً، مُطالَبَةٌ باتخاذ إجراءات سريعة لإطلاق سراح المحتجزين والمعتقلين السياسيين من السجون المكتظة ومرافق الاحتجاز في مختلف أنحاء البلاد”.

وأضاف فريق الخبراء التابع للمفوضية السامية لحقوق الإنسان، في بيان صحفي، حصل المصدر أونلاين على نسخه منه- “أن الوضع الهش للسجناء والمحتجزين في اليمن يجعلهم بشكلٍ خاص أكثر عرضة لخطرٍ كبير إذا ظهر فيروس كوفيد-19 في السجون وغيرها من مرافق الاحتجاز وذلك بسبب ظروف الاعتقال المروعة التي كشفت عنها نتائج تحقيقات فريق الخبراء البارزين في تقريره الأخير (A/HRC/42/17) المقدم إلى مجلس حقوق الإنسان في أيلول/ سبتمبر “2019.

وأكد البيان إن النزاع المستمر في اليمن “أثر بشكل بالغ على توافر الخدمات الطبية”.

وشدد فريق الخبراء البارزين “أنه وبالرغم من نداءاته المتكررة، فإن النظام الصحي في اليمن على شفير الانهيار خاصة وأن أطراف النزاع قد دمّرت المرافق الصحية واستهدفت العاملين في المجال الصحي”، إضافة إلي “انتشر الافتقار للغذاء الكافي والمعايير الدنيا للنظافة والرعاية الصحية للمحتجزين الذين غالباً ما يكونون في حالة صحية سيئة بسبب العنف الذي يتعرضون له”.

وأوضح الفريق أنه من “المستحيل تطبيق اجراءات التباعد الاجتماعي والجسدي والعزل الذاتي الضرورية في مثل هذه المرافق المكتظة، وبالتالي هذا سيسمح بانتشار الفيروس بسرعة في حالة ظهوره”.

وقال الفريق “إن هذه الظروف التي تتعارض بشكل بالغ مع معايير القانون الدولي فيما يتعلق بالحق في الوصول للصحة الملائمة تعرّض المحتجزين لاحتمال كبير للوفاة في حالة الإصابة بعدوى فيروس كوفيد-19”.

وحث بيان الخبراء “جميع أطراف النزاع في اليمن على الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين والسجناء السياسيين المعتقلين في مرافق الاحتجاز السياسية والأمنية والعسكرية الرسمية منها والسرية على حد سواء من أجل منع وتخفيف مخاطر إنتشار عدوى فيروس كوفيد-19 في جميع أنحاء اليمن بما يتماشى مع إلتزاماتها بموجب القانون الدولي”.

ويشكل فيروس “كورونا” أحد أكبر التحديات التي تواجه الإنسانية في التاريخ المعاصر، حيث يواصل الفيروس الانتشار بوتيرة عالية في معظم دول العالم، فيما تقول منظمة الصحة والسلطات اليمنية إنه لم تسجل أي حالة إصابة مؤكدة بالفيروس في اليمن.

وتشهد اليمن منذ خمسة سنوات، صراع مسلح فجره الحوثيون باجتياح صنعاء عام 2014م، وتدخلت السعودية بقيادة تحالف عسكري دعماً للحكومة الشرعية، ما تسبب في أسوأ ازمة إنسانية وخروج 50% من المرافق الصحية، واحتجاز واعتقال وإخفاء الآلاف من المدنيين والنشطاء السياسيين والصحفيين، خاصة في المناطق الخاضعة للحوثيين شمال وغرب اليمن.