لماذا يحتفل الاخوان في غزة؟

يحيى احمد

سؤال لا يحتاج لمنتمي متعصب حتى يرد عليه، بقدر ماهو بحاجة لعقل بعيدة عن الانتماء والعاطفة ليرى الواقع ويجاوب على السؤال.

باختصار يا سادة سعى المحتل والعدو الصهيوني الى محاولة تقسيم القضية الفلسطينية بقدر المستطاع ونجح في ذلك أن جعل من فلسطين قضايا متعددة فالمقدسيين لهم همهم، واهل الضفة وبعض البقاع الي الى جانبها يكافحون عدوين سلطة فاشية ومحتل يرقبهم ويرصدهم، ونابلس والبقاع وطول كرم لهم ربما قضايا اخرى لا مع المقدسيين ولا الضفاويين ولا حتى الاخوان في غزة، وغزة جرح نازف باسم الاخوان يقتلون الأبرياء ويدمرون مساكنهم وباسم دعم طهران الكاذب يتم قصف غزة على اساس انهم يقصفون ترسانة ايران الي لا اساس لها من الواقع بينما قادة جماعة الاخوان يتجولون في اسواق الدوحة وفنادق خمسة نجوم يحملون صور امير قطر الي اخر همه موت فلسطيني من اي ارض كان لانه تاجر حرب يهمه الربح والخسارة ولذا صارت غزة عند البعض قضية اخرى بعيدة عن القدس..

كانت قضية العرب الأولى شي واحد عرفناه وهي فلسطين وتحرير القدس عاصمتها الأبدية، اليوم وبعد اكثر من سبعين عام صار لكل فرقة قضية، ولكل عصابة همها، ولكل ميليشيات مساحتها، بينما نحن العرب ايضا انجرينا وراء تعصب اعمى ونسينا ان القدس والاقصى كانت قضيتنا بعيدا عن مسميات غزة والضفة واريحا وغيرها من اراضي الدولة الفلسطينية..

خدم الفلسطينيين والعرب الكيان الصهيوني من حيث لا يعلمون، وفي عدوان غزة الاخير زاد الانقسام مرحلة ربما التعافي منها بعيدة المنال او يحتاج لوقت حتى جبر الضرر وتهدئة القلوب من الاحتقان ضد بعضها والعدو الصهيوني هو المستفيد اولا واخيرا ونحن واخواننا في فلسطين من نخسر أرواحاً وممتلكات وسيادة..

اليوم بعد ان تم التوقيع على ما اسموه اعلاميا وقف اطلاق النار بين جماعة الاخوان (حماس) والعدو الصهيوني وهو بالاصح هدنة مؤقته لسبب بسيط وهو (ان الحرب لم تنتهي لان القدس لم يعود إلى اصحابه وما يزال محتل) نرى في صبيحة يوم الاتفاق الذي لم تمضي عليه بضع ساعات اذ بقوات الاحتلال تقتحم باحة المسجد الأقصى وتطلق النار على جموع المصلين في يوم جمعتهم وتقتل وتجرح منهم بينما نرى نشطاء الاخوان يحتفلون بما يسمونه نصر غزة!!!!!!!

علامات تعجب بالملايين عن اي احتفال نتكلم؟
وماهو جوهر هذا الاحتفال؟
ولماذا؟
لانه باختصار القدس لم تحرر اذا عن احتفال نتكلم لا اعلم شي محزن ومؤسف اوضحنا واصدرنا صورة للخارج اننا كمناصرين للقضية مجرد رعاع واتباع قالوا نحتفل احتفلنا قالوا نبكي بكينا، ولم نترك عقولنا هي من ترى الواقع وتقول ما يحصل…

المتعارف عند شعوب الارض جميعهم عقلاؤهم ومجانينهم ان الاحتفال ياتي بعد نصر مبين وتحرير وما يشاع من اعلام ونشطاء الاخوان لا يستند إلى اي من هذا، لان فلسطين والقدس لم يتم تحريرها اي ما معناه ان الحرب لم تنتهي بينما لو تحدثنا عن المظلومين والمكلومين فذاك بحاجة للكثير..

عقولنا هي من تميزنا وهي من يجب ان نطلق لها العنان بعيدا عن اي مسميات لا عواطف لا انتماء ولا اي مسميات غير الواقع من يجعلنا نقول عما يجري فيه..

لذا فالاحتفال كان لدى المقدسيين من نوع اخر وهو احتفال موسوم بالكفاح ومواصلة النضال في وجه المتكبر الصهيوني حتى استعادة القدس عاصمة لدولتهم وبعد ذلك جميعا سنحتفل بالنصر بعد التحرير لا بعد توقيع الصفقات التجارية الربحية بين تجار الحروب…

القدسعاصمةفلسطين_الأبدية