“الشبو” الأسرع قتلًا.. مخدر جديد في صعيد مصر

المخدر الذي انتشر في الولايات المتحدة الأميركية قبل 16 عامًا؛ أصبح ينتشر في مصر؛ وتفوق مخاطره جميع أصناف المواد المخدّرة- من بينهم الهيروين– حيث أصبح متسببًا في جرائم  اغتصاب وقتل وانتحار، طبقًا لمحاضر مصرية رسمية.

 آثار مدمرة

ووفقًا لتقارير طبيّة عديدة فإنّ مركبات مخدر الشبو هي “الميثا أمفيتامين“، التي تعرف بأنّها منشطات شديدة التأثير وسريعة الإدمان، وتسبب حالة من الهلوسة السمعية والبصرية، وتدمر القلب وانفجار شرايين المخ والجلطات وتشوهات كبيرة في الوجه، إضافة إلى الشيخوخة المبكرة، وتساقط الأسنان، وفقدان جزئي للذاكرة وتضعف المناعة، بالإضافة إلى انفصام الشخصية.

وأوضحت التقارير الطبيّة أنَّ المدمن لمخدر الشبو قد تحدث له سكتة دماغية، بالإضافة لأمراض نفسية تدفعه للانتحار، نتيجة للتغيُّر الحاد في الحالة المزاجية للمدمن، وتبقيه مستيقظًا لفترة طويلة ما يدفعه لارتكاب جرائم وأفعال غير مبررة.

إحباط شحنات كبيرة

وقال مصدر أمني إنه يتم جلب شحنات كبيرة – يتم رصدها لحين وصولها – عبر أي منفذ من قبل  الإدارة العامة لمكافحة المخدرات  لحين وصولها  لداخل البلاد ويتم التنسيق مع الجهات  المعنية والسلطات الجمركية وضبط مشمول الرسالة التي يظهر إخفاء المواد المخدرة بداخلها،  واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المتهمين.

وأشار المصدر إلى أنّ الأجهزة الأمنية أحبطت محاولات عديدة لتهريب المخدر داخل البلاد في الموانئ، وبصفة خاصة مطار القاهرة الدولي.

وقُدِّرت الشحنات المضبوطة بـ 50 كيلو من مخدر الشابو بحوزة 10 تشكيلات عصابية، و18 كيلو بحوزة عدد من العناصر الإجرامية أيضًا، وفقًا للمصدر.

ما هو الشبو؟

وكشف طبيب الأمراض النفسية وعلاج الإدمان، والمدير السابق ومؤسس وحدة الإدمان بمستشفى العباسية، عبد الرحمن حماد، سبب انتشار مخدر الشبو المميت في صعيد مصر وخاصة محافظة سوهاج.

وأكّد “حماد” في تصريح خاص لـ “سكاي نيوز عربية” أنّه استقبل مؤخراً 7 حالات لمتعاطي مخدر الشبو بينهم 6 فقط من محافظة سوهاج بصعيد مصر؛ مشيرًا إلى انتشار بؤر الاتجار والتعاطي في هذه المحافظة.

وعرّف “حماد” مخدر الشبو بأنّه “الشبو أو الآيس أو الميث أو الكريستال أو السبيد؛ جميعها مسميات لمخدر واحد هو الميثا أمفيتامين، والذي يندرج تحت مجموعة متزايدة جدًا في الانتشار يُطلق عليها (إيه تي إس ATS)؛ وأهم أنواعه: الأمفيتامين، والميثا أمفيتامين، والإكستاسي، ويُصنّع من مادة الإفيدرين والسودو إفيدرين التي تستخدم في تصنيع أدوية البرد“.

وتابع قائلًا: الـ “إيه تي إس” والـ”إن بي إس” تندرج تحت اسم المخدرات المُصنّعة والتي ظهرت في 2009، ووصل عدد المواد منها حوالي 739 مادة في عام 2017، بمعدل ظهور مادة واحدة أسبوعيًّا“.

وأردف: “الأمفيتامين والميثامفيتامين اكتُشفا في 1920، وزاد انتشارها مع الحرب العالمية والثورة الصناعية؛ لأنها مواد منشطة تساعد على زيادة اليقظة والانتباه وتقلل الرغبة في النوم وتزيد من النشاط العضلي؛ والأمفيتامين له استخدام طبي؛ حيث يُستْخَدْم في علاج اضطراب فرط الحركة واضطرابات النوم“.

واستطرد: “يُطلق على الآيس أو الشبو مخدرات الشوارع؛ بسبب رُخص سعره وسهولة تصنيعه؛ حيث يُصنّع في معامل صغيرة، والمواد الأولية التي تتداخل في تصنيعه متوفرة”، مشيرًا إلى أنّ سعره انخفض عالميًّا؛ موضحًا أنه يتم تعاطي المخدر عن طريق الاستنشاق أو البلع أو التدخين أو الحقن (بعد إذابتها في الماء أو الكحول“.

 تأثيره على المخ

وحذر “حمّاد” عن مخاطره على المخ؛ واصفًا إياها بـ”الخطيرة”، مؤكدًا أنّه له تأثيرات أخرى قصيرة المدى كزيادة اليقظة والانتباه، تقيل الشهية، زيادة معدل التنفس وسرعة ضربات القلب، وزيادة درجة حرارة الجسم وضغط الدم.

وأوضح أن الأخطر في مخدر الشبو هو التأثيرات طويلة المدى خاصة إذا كان عن طريق الحقن؛ لأنه يسبب الإصابة بفيروس نقص المناعة، والفيروسات الكبدية الوبائية.

تأثيره على السلوك

وعن تأثيره على السلوك؛ أرجع إلى أنّ المخدر يساهم في زيادة السلوك العدواني لدى الشخص؛ بالإضافة لاتخاذ القرار، أو ممارسة الجنس غير الآمن، موضحًا أنّ العوامل السابقة تزيد من احتمالية الإصابة بالعدوى.

وأكّد أن جميع العوامل السابقة قد تؤدي للتأثيرات الأخطر للمخدر وهي فقدان شديد للوزن، تحلل شديد أو تآكل الأسنان، وذلك يظهر في جميع الحالات “الهرش الشديد الذي يؤدي لقرح، والقلق الشديد، ومشاكل في النوم، والسلوك العنيف، والبارانويا الشديدة، والهلوسة.

العلاج

وختم حديثه قائلًا: يتم العلاج من إدمان الشبو أو الآيس عن طريق العلاجات النفسية، مثل: العلاج المعرفي السلوكي، والذي يهدف للتعرف على الأفكار والمحفزات وتعلم كيفية تجنبها، عن طريق المكافآت التحفيزية، والتي تستخدم قسائم شراء أو مكافحات نقدية صغيرة  للبقاء ممتنعًا عن التعاطي.