شيريف الذي أذل ريال مدريد.. ناد بلا دولة وتاريخ مع المخابرات

وهزت النتيجة الغريبة عالم كرة القدم، وغطت في صداها على موقعة باريس سان جرمان ومانشستر سيتي في نفس الليلة.

الإنجاز التاريخي لشيريف، الذي يشارك لأول مرة بتاريخه في دوري الأبطال، دفع الكثيرين من عشاق كرة القدم، للتساؤل.. من هو نادي شيريف؟

وعند التحقيق في قصة النادي، فأن عددا من المعلومات الغامضة المثيرة للجدل، ستكشف جانبا آخرا “للحصان الأسود” الذي أبهر الجميع ليلة الثلاثاء.

ناد بلا دولة

من الغرائب أن النادي “المولدوفي”، لا يعتبر نفسه من مولدوفا، لأنه يقع في منطقة متنازع عليها دوليا، اسمها ترانسنيستريا، وهي في أقصى شرق مولدوفا.

وبالرغم من اتباعها رسميا لمولدوفا وفقا للأمم المتحدة، إلا أن الإقليم يملك حكما ذاتيا، ويستخدم اللغة الروسية، ولديها علم خاص وجوازات سفر خاصة، معترف بها في 3 دول فقط.

عناصر المخابرات

ويحيط الغموض بقصة تأسيس النادي، ووفقا لصحيفة “دي زايت” الألمانية، فأن ملاك النادي هم عناصر سابقة في مخابرات الاتحاد السوفييتي.

وتؤكد الصحيفة أن النادي تأسس عام 1993، على يد فيكتور غوشان وإيليا كازمالي، وتمتلك مؤسستهما “شيريف” اليوم بالإضافة للنادي، محلات سوبر ماركت ومحطات بنزين وشركات بناء وفنادق وشبكة اتصالات ومخابز ومعمل تقطير وقنوات تلفزيونية وإذاعية في المنطقة، بالإضافة لارتباطها مع أحزاب سياسية.

منطقة للتهريب

وتفيد التقارير أن جذور منطقة ترانسنيستريا، التي تسيطر عليها شركة “شيريف”، تعرف بارتباطها في عمليات التهريب التاريخية.

وتسهل عملية التهريب عبر ترانسنيستريا، حدود المنطقة التي يسهل اختراقها، وتاريخها الغامض على الخريطة الدولية، فهي موطن لواحد من أكبر مقالب الأسلحة في أوروبا، مما جعلها منذ فترة طويلة ملاذا لجميع أنواع الأنشطة غير المشروعة، من تهريب الأسلحة إلى تهريب المخدرات وتزوير السجائر.

هيمنة محلية “مريبة”

وبالرغم من أن نادي شيريف يعتبر “الحصان الأسود” بين كبار أندية أوروبا، إلا أنه بعيد كل البعد عن هذا اللقب محليا.

فالنادي حقق لقب الدوري 18 مرة في آخر 20 عاما في البلاد، كما أنه يمتلك ملعبا يمثل “تحفة معمارية”، كلف بناءه 200 مليون دولار، بمرافق تضاهي ملاعب كبار أندية أوروبا، على عكس أندية مولدوفا الأخرى، التي تخوض مبارياتها على ملاعب متواضعة في مناطق نائية من البلاد.

ويعتمد النادي على لاعبين محترفين من أفريقيا وأميركا الجنوبية، بينما لا تستطيع أندية مولدوفا الأخرى تحمل تكاليف المحترفين، وتكتفي باللعب بالمحليين.

الأرباح الضخمة لمؤسسة “شيريف” تسمح لها بدفع 15 ألف دولار كمعدل رواتب شهري للاعبيها، بينما يواجهون خصوما براتب بضع مئات من الدولارات شهريا في الدوري.

وبينما يهيمن شيريف على البطولات المحلية، ويقتحم كرة القدم الأوروبية بقوة، إلا أن قصته ليست “وردية” كما يرى البعض من الخارج، فالموضوع مرتبط بتجارة “مشبوهة”، وتاريخ رمادي في منطقة غير معروفة دوليا.

اترك تعليقاً