البرهان: حريصون على الانتقال الديمقراطي بالسودان

مع تعثر جهود الوساطة الجارية من أجل حل الأزمة التي يشهدها السودان منذ أواخر الشهر الماضي، التقى قائد الجيش الفريق الأول عبد الفتاح البرهان، اليوم الأحد، في الخرطوم بوفد الجامعة العربية، بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي.

إلى هذا، جدد البرهان “التزام القوات المسلحة التام بالتحول الديمقراطي وحرصها على حماية مكتسبات الثورة السودانية وتحقيق تطلعات الشعب”، مشيداً بالدور الكبير الذي تضطلع به جامعة العربية لدعم وإنجاح الفترة الانتقالية والاهتمام بقضايا السودان.

من جانبه، أوضح الأمين المساعد للجامعة العربية، حسام زكي، عقب اللقاء، أن “الوفد نقل رسالة شفهية من الأمين العام تؤكد دعم جامعة الدول العربية للتحول الديمقراطي في السودان”، مبيناً أهمية الحوار واعتماده كوسيلة أساسية للتعامل مع الأزمات التي تطرأ خلال عملية الانتقال الديمقراطي.

وأكد دعم الجامعة العربية للسودان في كل المراحل، وتراقب عن كثب مسيرة التحول الديمقراطي وصولا لبر الأمان.

حمدوك: نغلب مصلحة السودان

في المقابل، كشفت مصادر العربية والحدث عن لقاء جمع بين عبدالله حمدوك وعدد من قيادات القوى السياسية وشخصيات وطنية. وأكد حمدوك التزامه بما تتوافق عليه القوى السياسية مجتمعة.

كما أضافت المصادر أن حمدوك أكد للقوى السياسية أهمية تغليب المصلحة العليا للسودان.

وكان وفد رفيع المستوى من جامعة الدول العربية وصل مساء أمس إلى العاصمة السودانية في محاولة حل “الوضع المتأزم” بين العسكريين والمدنيين، بعد قرابة أسبوعين على حل الجيش مؤسسات الحكم الانتقالي.

رئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك (أرشيفية- أسوشييتد برس

رئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك (أرشيفية- أسوشييتد برس

وأوضحت الجامعة في بيان السبت أن الأمين العام أحمد أبو الغيط “كلّف وفداً رفيع المستوى برئاسة السفير حسام زكي الأمين العام، بالإسهام في معالجة الوضع المتأزم في البلاد.

كما أشارت إلى أن الوفد سيلتقي قيادات سودانية عدة من المكونات المختلفة بهدف دعم الجهود المبذولة لعبور الأزمة السياسية الحالية، في ضوء الاتفاقيات الموقعة والحاكمة للفترة الانتقالية.

تعثر المفاوضات

تأتي لقاءات الوفد العربي اليوم في الخرطوم فيما أفاد مصدران في حكومة رئيس الوزراء المقال عبد الله حمدوك، بتعثر جهود الحل، مع تشديد القوات الأمنية للإجراءات المفروضة عليه. وأكدا أن تلك القيود حدت بدرجة أكبر من قدرته على عقد اجتماعات أو إجراء اتصالات سياسية.

كما أوضحا أن المفاوضات من أجل إيجاد حل للأزمة السياسية وصلت إلى “طريق شبه مسدود”، بعد رفض الجيش العودة إلى ما قبل الإجراءات الاستثنائية التي أعلن عنها الشهر الماضي (25 أكتوبر 2021).

يذكر أنه يوم الـ25 من أكتوبر أعلن قائد الجيش السوداني حل الحكومة والمجلس السيادي وفرض حالة الطوارئ، بعد حملة توقيفات شملت وزراء في الحكومة ومسؤولين وقياديين في قوى الحرية والتغيير وعدد من الأحزاب أيضا، كما ضمت أيضا حمدوك نفسه، قبل أن يطلق سراحه في اليوم التالي.

فيما أوضح البرهان أن رئيس الحكومة كان في ضيافته، بعد ورود أنباء عن مخاطر أمنية تحيط به.

تراجع الآمال

إلا أن خطوات القوات المسلحة تلك استدرجت موجة انتقادات وإدانات دولية، كما أطلقت مجموعة من الوساطات والمساعي الدولية والإقليمية من أجل إرساء الشراكة مجددا بين المكونين العسكري والمدني اللذين توليا السلطة في البلاد منذ العام 2019، بعد عزل البشير.

لكن جهود الوساطة تلك التي تشارك فيها الأمم المتحدة أيضا تعثرت على ما يبدو خلال اليومين الماضيين، بعد أن كان التفاؤل سيد الموقف الأسبوع الماضي.