مدرب غامبيا يكشف: هكذا أصبحنا “الحصان الأسود” في أمم إفريقيا

وتحدث المدير الفني للمنتخب الغامبي، البلجيكي توم ساينتفيت، لـ”سكاي نيوز عربية” عن أفكاره قبل مواجهة الكاميرون، وحلم “أحفاد بيري بيري” لمنافسة كبار القارة.

مواجهة الكاميرون

واستهل توم ساينتفيت حديثه بالكشف عن استعدادات فريقه لمواجهة الكاميرون قائلا: “بالطبع لقاء صعب، يمتلك المنتخب الكاميروني التاريخ والأرض والجمهور ومجموعة مميزة من أبرز لاعبي القارة، لكن نريد الاستمرار بالبطولة لأطول وقت ممكن.. منذ البداية كان لدينا حلم وقاعدة واضحة: لن نخشى أحدا”.

 ويضيف البلجيكي لموقع “سكاي نيوز عربية”: “لدينا بعض الغيابات، لكن سيكون هناك 11 مقاتلا على أرض الملعب، ووضعنا خطة جيدة لمنافسة الكاميرون على التأهل، وسنرى ماذا سيحدث خلال اللقاء”. 

بداية الرحلة

ويتابع ساينتفيت: “بدأت رحلتي مع المنتخب الغامبي في يوليو 2018، كان من الصعب أن يؤمن أحد بحلمي بقيادة “العقارب” لمنافسة كبار القارة السمراء، وضعت خطة بمساعدة الاتحاد الغامبي، وكنت أثق تماما في قدرتنا على تحقيق حلمنا المستحيل الذي ما زال في بدايته فقط”.

ويردف: “كان يفصلنا أسابيع فقط قليلة على مواجهة الجزائر بتصفيات (أمم إفريقيا 2019)، ونجحنا في تحقيق التعادل، واستمرت رحلتنا بالتصفيات، لكن لم يحالفنا الحظ للصعود إلى أمم إفريقيا.. فقط نجحنا في تحقيق بعض النتائج الإيجابية التي زادت من رغبتنا في القتال من أجل المشاركة في البطولة الإفريقية للمرة الأولى”.

 ويوضح مدرب غامبيا: “أعطاني الاتحاد الغامبي الحرية الكاملة؛ لتكوين الفريق المناسب، ودعمني بكل البيانات التي أريدها، وبدأت في زيارة عدد من دول القارة العجوز، من أجل متابعة لاعبينا المحترفين، وإقناع أصحاب الجنسيتين بالانضمام للمنتخب الغامبي، وبالفعل نجحنا في تكوين أفضل فريق ممكن.. ربما لا يكون لدينا أفضل لاعبين، لكن الأمر يتعلق بروح الفريق وخلق المنظومة المناسبة للنجاح”.

 ويشير توم ساينتفيت إلى نجاحه في إقناع بعض اللاعبين بالانضمام للمنتخب الغامبي على حساب منتخبات أوروبية كبرى وعلى رأسها ألمانيا على سبيل المثال.

ويؤكد توم ساينتفيت أن الهدف الأساسي خلال هذه الفترة كان المشاركة في بطولة قارية أو عالمية قوية، “وضعنا أعيننا على المشاركة بأمم إفريقيا أو كأس العالم”.

ويتابع: “لم نتمكن من المنافسة على الوصول للمونديال بعد الخسارة أمام أنغولا، ولم يتبقى أمامنا سوى أمم إفريقيا.. طريقنا لم يكن سهلا، بداية من مواجهة جيبوتي في الدور التمهيدي، وصولا إلى تحقيق مفاجأة كبرى بالصعود من مجموعة تضم الكونغو الديمقراطية والغابون وأنغولا، كان الصعود هو بداية المغامرة، وزيادة إيماننا في تحقيق المزيد”.

صناعة الحلم

قبل انطلاق بطولة أمم إفريقيا، تحدث قائد المنتخب الغامبي، ولاعب سامبدوريا الإيطالي، عمر كولي، عن أحلام منتخب بلاده لـ”بي بي سي” قائلا: ” في كل مرة يكون هناك فريق مفاجئ بالبطولة الإفريقية، هذه المرة نأمل أن تكون غامبيا.. ساينتفيت يحفزنا كثيرا ويشير دائما إلى أننا أفضل جيل كروي لغامبيا عبر تاريخها”.

 بينما أوضح نجم منتخب “العقارب”، موسى بارو، في تصريحات إعلامية قبل مواجهة الكاميرون، أن فريقه ليس لديه ما يخسره، مضيفا: ” المدرب جلب لنا الروح الجماعية التي كانت الأهم. يمكننا القول إنه ليس لدينا نجوم، نحن نلعب كفريق، نفوز كفريق. لا أحد يستطيع أن ينتقد المدرب، النتائج والأرقام تتحدث عن نفسها، إنه يقوم بعمل جيد ونحن سعداء بالعمل معه”.

كان إنجاز ساينتفيت الأهم ليس الانتصار على فارق الإمكانيات، لكن “صناعة الحلم” في عقول لاعبيه، وزيادة إيمانهم بأنفسهم على تحقيق غير المتوقع.

 في هذا الصدد، يقول ساينتفيت: “أتحدث دائما مع اللاعبين، واستخدم العبارات التحفيزية والتشجيعية للحصول على أفضل مستوى لديهم، كما نشاهد سويًا مقاطع فيديو حول (معجزة الدنمارك) في بطولة يورو 1992، وإنجاز المنتخب الزامبي بتحقيق (الكان) في 2012، نقول لأنفسنا يمكننا كتابة فصل جديد في رحلة تحقيق الفرق الصغيرة لمعجزة كروية، ونأمل أن يتحقق ذلك بالبطولة الإفريقية الآن”.

 ويوضح البلجيكي أن أحلامه المستقبلية مع المنتخب الغامبي، تتعلق بالتأهل إلى نسختي أمم إفريقيا المقبلتين بعامي 2023 و2025، والمشاركة للمرة الأولى بكأس العالم.

 ويستطرد: “نريد بناء جيل قوي من اللاعبين الصغار، من أجل استمرار المشروع الغامبي مستقبلًا، والمنافسة على لقب قاري”.

 ويختتم ساينتفيت حديثه مع سكاي نيوز عربية متحدثا عن أحلامه كمدرب: “أتمنى تولي قيادة إحدى المنتخبات الإفريقية الكبرى، والوصول معها إلى أحد الأدوار الإقصائية المتقدمة بكأس العالم، أثق بقدرة كبار القارة السمراء على تحقيق هذا الإنجاز”.

اترك تعليقاً