سنعتقل القادة.. روسيا تحذّر الشركات: إياكم وهذا الأمر!

مع انسحاب عدد كبير من الشركات الأجنبية من روسيا على وقع العملية العسكرية في أوكرانيا، أصدر المدعون العامون الروس تحذيرات إلى الشركات الغربية في البلاد، ملوّحين بالقبض على قادتهم أو مصادرة الأصول حال انتقاد الحكومة.

وسلم المدعون التحذيرات في الأسبوع الماضي لشركات من بينها شركة كوكا كولا، وماكدونالدز، وشركة بروكتر آند جامبل، وأيضاً إنترناشيونال بيزنس ماشينز، وشركة Yum Brands Inc، وذلك وفقاً لمطلعين على الأمر لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

كما أفادت المعلومات بأن التحذيرات التي جاءت على شكل مكالمات وخطابات وزيارات تضمنت تلويحاً بمقاضاة الشركات ومصادرة الأصول بما في ذلك العلامات التجارية.

علامات مرموقة تغلق وأخرى توقف النشاط

وأتت هذه التطورات متزامنة مع إغلاق علامات تجارية شهيرة محالها في العاصمة الروسية، في خطوة تعكس مدى التوتر الكبير بين الغرب وموسكو، على وقع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والتي دخلت أسبوعها الثالث.

وغادرت شركات عالمية السوق الروسية على وقع العقوبات الغربية التي طالت موسكو، بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا، فيما علّقت أسماء أخرى نشاطها، بينها زارا، وأتش أند أم، ومانغو، وأديداس، بالنسبة لعلامات الثياب، وكذلك سلسلة مطاعم ماكدونالز، ومعها شركة القهوة الشهيرة ستاربكس، وذلك بعد أعوام طويلة على تواجدها في البلاد.

وخلال الأسبوع الماضي، شهدت العديد من القطاعات في روسيا قرارات تعليق أو إلغاء أعمال شركات عديدة في قطاعات أخرى كالتكنولوجيا والسيارات والطاقة وغيرها.

فأوقفت عملاقة التكنولوجيا “آبل”، ومقرها الولايات المتحدة، مبيعات منتجاتها في روسيا، مع الحد من خدمات (Apple Pay) وغيرها في البلاد.

كما أعلنت شركة البرمجيات الأميركية “مايكروسوفت” أيضاً تعليق مبيعات وخدمات جميع منتجاتها الجديدة في روسيا.

وهناك أيضاً شركة “ديل” للحواسيب والتي أوقفت مبيعاتها في روسيا، بينما أوقفت شركة “أوراكل” عملياتها في البلاد.

كذلك قامت الشركات العالمية المقدمة لخدمة بطاقات الائتمان “فيزا كارد” و”ماستركارد” أيضا بتعليق عملياتها وعلاقاتها في روسيا، ومعها علقت منصة الدفع عبر الإنترنت “PayPal” نشاطاتها.

ولم تقف الأمور عند هذا الحد، حيث طالت العقوبات شركات الملاحة الجوية، فأوقفت شركتا “بوينغ” و”إيرباص”، ومقرهما الولايات المتحدة وأوروبا، عملياتهما وصادراتهما إلى روسيا، ومعها شركة “لوفتهانزا تكنيك”.

كذلك شمل إيقاف النشاط شركات للطاقة، والفضاء، والأنسجة وقطاعات أخرى حيوية في البلاد.

أجواء من الحرب العالمية وعقوبات “مؤلمة”!

يشار إلى أن روسيا تجاوزت كلا من إيران وكوريا الشمالية في غضون أقل من أسبوعين، لتصبح الدولة الأكثر معاقبة في العالم، وذلك عقب العملية العسكرية التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي على الأراضي الأوكرانية.

فقد بلغ مجمل العقوبات المفروضة عليها أكثر من 5530 عقوبة، بحسب ما أفادت وكالة بلومبيرغ، متفوقة بذلك على طهران التي فرضت عليها 3616 عقوبة على مدار عقد من الزمن، معظمها بسبب برنامجها النووي ودعمها للإرهاب.

كما فرضت سويسرا نحو 568 عقوبة، والاتحاد الأوروبي 518، كما أصدرت فرنسا 512 عقوبة، لتليها بريطانيا والولايات المتحدة بحوالي 243 عقوبة.

ولا تزال العديد من الدول تعلن بشكل يومي عقوبات جديدة على الروس، ما دفع الكرملين الأسبوع الماضي إلى الإقرار بأن تلك العقوبات قاسية ومؤلمة، إلا أنه أكد في الوقت عينه أن بلاده سترد وستتوصل إلى سبل لمعالجة تداعيات تلك “الحملة الغربية”، بحسب ما تصفها موسكو.

يذكر أن العملية العسكرية الروسية التي أطلقها الكرملين على الأراضي الأوكرانية يوم 24 فبراير الماضي، دخلت أسبوعها الثالث، وسط استنفار أمني غير مسبوق في أوروبا، لامس أجواء الحرب العالمية الثانية، وفق ما حذر أكثر من مسؤول أوروبي مؤخراً.

وقد استتبعت تلك الهجمات الروسية بالإضافة لحملة عقوبات واسعة ضد موسكو، تأهب حلف الناتو الذي أرسلت دوله مساعدات عسكرية نوعية، ومالية إلى كييف لمواجهة العمليات الروسية.