تعود لـ3500 عاما .. كواليس إعادة نصب مسلة حتشبسوت

وتتمتع المسلة بقيمة تاريخية عظيمة حيث صنعت منذ 3500 عاما، حسبما قال مدير معبد الكرنك صلاح الماسخ، لموقع “سكاي نيوز عربية”.

وأعلن مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن الدراسات التي أجريت على المسلة مؤخرا، أثبتت أن وضعها الراقد قد يؤثر سلبا على سلامتها بمرور الوقت، لذلك كان لابد من ترميمها ورفعها مرة أخرى، وفقا لبيان رسمي صادر عن وزارة السياحة والآثار المصرية.

وبحسب الماسخ “أشارت اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار أن وضع المسلة يحجب جزء من نقوشها الهامة فضلا عن تعرضها لعوامل التعرية المختلفة. وعقب الحصول على موافقة بالتدخل لحمايتها عكف فريق من الخبراء على وضع خطة لترميمها ونصبها من جديد”.

وعن أهمية المسلة، أوضح الماسخ إلى كونها “المسلة الثاني التي ذكرتها الملكة حتشبسوت على جدران المعابد، حيث جاءت بها من محاجر الغرانيت في أسوان، وتحمل صورتها في الجهات الأربع، كما تحتوي على ألقابها وعلاقتها بآمون، فضلا عن اسم ولي العهد حينذاك الملك تحوتمس الثالث وسيتي الأول”.

ويرجح سقوط المسلة في العصور القديمة بفعل زلزال مدمر تعرضت له البلاد، بحسب وزارة السياحة والآثار، وتركت بقاياها أعلى الرديم المتراكم فوق صالة الوادجيت إلى أن قام الأثري الفرنسي جورج ليغران في مطلع القرن العشرين بتحريك الجزء العلوي منها، ووضعها راقدة في مكانها الحالي قرب البحيرة المقدسة.

وعن مشروع الترميم قال الماسخ: “شهد مشروع ترميم ونصب المسلة تعاونا بين العشرات من المرممين والأثريين والمهندسين. خلال الأيام الأولى للعمل، انهمك الفريق في تحديد وزن المسلة، حيث بلغ 90 طنا، ووصل طولها إلى 12 مترا، وتمت صناعة قاعدة خرسانية لحمايتها من المياه الجوفية مع تجهيز مادة عازلة توضع أسفلها حتى لا تتأثر بعد نصبها”.

وتابع مدير معبد الكرنك قائلا: “جاء دور رجال الترميم بعد ذلك، حيث جرى التأكد من عدم وجود شروخ في أجزاء المسلة، ثم التعامل مع جميع مظاهر التلف على القطعة الأثرية العملاقة وخاصة في الناحية الراقدة على الأرض، وتمكن الفريق من إتمام عمليات التنظيف الميكانيكي بصورة جيدة للخروج بأفضل نتائج ممكنة”.

وبالنسبة لنقل المسلة الضخمة من مكانها بالقرب من البحيرة المقدسة إلى موضعها الجديد، أكد الماسخ أن التجربة كانت تستدعي الكثير من الجهد رغم أن المسافة لم تتخط أمتارا قليلة، موضحا لموقع “سكاي نيوز عربية” أن “وزارة السياحة والآثار المصرية بحثت عن (ونش) مناسب لهذه الخطوة، وتم العثور على أكبر (ونش) في صعيد مصر وتحديدا بمحافظة قنا”.

وفيما يتعلق بتفاصيل عملية نصب المسلة، قال الماسخ: “قمنا باستعدادات كبيرة لاستقبال (الونش) وإتمام عملية نقل ونصب مسلة حتشبسوت. قضينا يوما بأكمله داخل معبد الكرنك لتجهيز القطعة الأثرية لتلك المهمة، ووضعنا ألواحا خشبية حولها ثم قمنا بتغطيتها بأقمشة منعا لتعرضها لأي ضرر، وحرصنا على إدخال المعدات الثقيلة إلى المكان بحرص بالغ”.

وأردف الماسخ: “تمت العملية في ساعة متأخرة من الليل قبل توافد السياح على المعبد. تجمع العشرات من الأثريين والعاملين والمهندسين للوقوف على كافة التفاصيل والإشراف على كل خطوة. كاد القلق يعصف بالقلوب نظرا لأهمية الحدث. قمنا بإجراءات النقل بهدوء شديد ودقة متناهية، وتحرك (الونش) ببطء حتى الوصول إلى المنطقة المنشودة ورفع المسلة في نهاية المطاف”.

ولفت مدير معبد الكرنك في تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية” إلى أن هناك خطة لوضع المسلة داخل سيناريو عرض الصوت والضوء الذي يقام يوميا داخل المعبد لكشف النقاب عن تاريخها العريق وعلاقتها بالملكة حتشبسوت، والمراحل التي مرت بها في العصور السابقة.