الجزائر.. الوزير سحيري يتحدث عن تجربته مع الدراما التونسية

وكشف سحيري أنه لم يفكر في البداية بالمشاركة في أي عمل رمضاني هذا العام لكن العرض الذي قدم له من طرف فريق المسلسل التونسي “الفوندو” حمسه للمشاركة، وذلك بعد الأصداء الجيدة التي سمعها عن نجاح الجزء الأول خلال شهر رمضان الماضي.

وتعتبر التجربة هي الأولى لسيحري في التمثيل التلفزيوني خارج الجزائر بعدما شارك في عدة أعمال جزائرية أشهرها “أسرار الماضي” عام 2013، و”أولاد لحلال” 2019، و”ليام“، بالإضافة إلى تجسيده لعدد من الأدوار التاريخية في أفلام جزائرية مثل “العقيد لطفي” للمخرج أحمد راشدي و”بن باديس” للمخرج باسل الخطيب.

وبخصوص مشاركته في “الفوندو”، أوضح أن التجربة كانت صعبة في البداية نظرا لاختلاف مناخ العمل، وطريقة الإخراج بين التجارب التي قام بها في الأعمال الجزائرية والتجربة التونسية.

 وقال سحيري لموقع سكاي نيوز عربية:” لقد جمعني الفوندو بفريق تونسي محترف على رأسهم الممثل الرئيسي ياسين قمرة والمخرجة سوسن الجملي التي كانت تحمل معها مشروعا حقيقيا، كنا عائلة واحدة وقد تعرفت على ممثلين تونسيين رائعين بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.

وأضاف الممثل الجزائري قائلا: “ليس من باب المقارنة، فقد كنت أشعر بالاحترافية الكبيرة في كل لقطة، فالمخرجة كانت تراقب أبسط التفاصيل ولا تتردد بإعادة المشهد أكثر من مرة إذا ما شعرت بأن الممثل بإمكانه تقديم الأفضل خاصة من الناحية النفسية”.

وجسد يوسف في الفوندو، شخصية “عيسى”، وقال عن السيناريو: “عندما قرأت السيناريو شعرت بأنني جسدت هذه الشخصية من قبل في فيلم “أيام الرماد” مع المخرج عمار سي فوضيل”، ولكن صراحة عندما بدأت في تصوير المشاهد أدركت أن الأمر مختلفا تماما”.

وقد انتقل سحيري إلى تونس يوم 27 ديسمبر من أجل المشاركة في “الفوندو” واستمرت مشاركته حتى الأسبوع الثاني من شهر رمضان حيث صور أخر مشاهده قبل أن يعود إلى الجزائر بذكريات جميلة عن مناخ العمل وأجواء رمضان في تونس التي وصفها بالمتميزة وسط جمهور ذواق ومتابع جيد للدراما.

منافسة إيجابية في تونس
ويرى سحيري أن رهان المنتج التونسي سامي الفهري على إنجاز مثل هذه الأعمال يعكس قناعته بضرورة تقديم أعمال جريئة للمشاهد العربي.

ولفت إلى أن: “هناك أبعاد مختلفة للجرأة والدراما التونسية الموجهة بالدرجة الأولى للجمهور التونسي وبالدرجة الثانية إلى الجمهور المغاربي تعرف تفكيك الظواهر الاجتماعية وكيفية معالجة المواضيع بطريقة فنية مع الأخذ بعين الاعتبار بخصوصية المجتمع التونسي، وإعطاء الدراما صبغة إنسانية”.

وأشار سحيري إلى أنه شعر بوجود منافسة ايجابية في المناخ السمعي البصري في تونس بين القنوات الخاصة والتلفزيون العمومي.

من الوزارة إلى التمثيل مجددا

ويعتبر سحيري واحد من أبرز الممثلين الجزائريين الشباب “36 سنة “، وقد قدم عدة أعمال فنية ناجحة، قبل أن يتم اختياره من قبل الرئيس عبد المجيد تبون لتولي حقيبة الوزير المنتدب المكلف بالصناعات السينماتوغرافية عام 2020.

وبعد عام من تشكيل الوزير الأول الجزائري السابق عبد العزيز جراد لأول حكومة له في يناير 2020، أنهى تبون مهام سحيري، وقام بإلحاق الوزارة المنتدبة المكلفة بالصناعات السينماتوغرافية بوزارة الثقافة والفنون.

وقال سحيري أنه طيلة الفترة التي كان فيها في المنصب كان متشوق دائما للتمثيل لأن روحه تعلقت بالكاميرا والسيناريو والخشبة التي لم يستطيع الاستغناء عنها.

وأضاف قائلا: “من أجل الفن تخليت عن دراسة الماجستير في الهندسة الإلكترونية أحب التمثيل الذي أود أوصل مسيرتي المهنية معه”.

وبمجرد إنهاءه مهامه كوزير، وقف سحيري أمام كاميرا الدراما مجددا وذلك بعد أسبوع من خروجه من الوزارة، حيث شارك في دور أدهم في مسلسل “الأيام “مع المخرج نسيم بومعيزة الذي عرض على شاشة التلفزيون العمومي الجزائري ليعود هذه السنة مع “الفوندو” الذي يعتبر العمل الوحيد الذي أطل به على الجمهور هذه السنة.