معارضو ماكرون ينتقدون زيارته إلى أوكرانيا: “تَركَ المنزل يحترق”

تلقى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، انتقادات لاذعة عقب زيارته إلى أوكرانيا، الخميس، حيث تساءل معارضوه في عدد من الأحزاب السياسية، عن سر “توقيت” الزيارة المفاجئة قبل ثلاثة أيام من موعد الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في فرنسا.

أبرز الانتقادات جاءت من معسكر الحزب الجمهوري (اليمين الدوغولي)، إذ عبّر رئيس الحزب كريستيان جاكوب عن استيائه من الزيارة خلال مقابلة على إذاعة “أوروبا 1″، واعتبر أن ماكرون يقوم “برحلة كاريكاتيرية” إلى كييف، وأنه إذا كان صادقاً في مساعيه وأهدافه الدبلوماسية من وراء زيارته فإن ذلك “كثرة الكاميرات ليست دليلاً على نجاح العمل الدبلوماسي”، في إشارة إلى التغطية الإعلامية التي تحظى بها الزيارة.

إلى جانب جاكوب، انتقد رئيس بلدية مو، المسؤول الجمهوري البارز، جان فرانسوا كوبيه الزيارة، وقال إن ما قام به الرئيس الفرنسي “خفة لا تصدّق”، معتبراً أن “المنزل يحترق وإيمانويل ماكرون في مكان آخر (..) أقصى اليسار يهدد بلدنا، ما يقوم به رئيس الجمهورية خفة لا تصدق”.

وأضاف كوبيه في مقابلة على قناة “آر تي أل”، إن هذه الزيارة “محض جنون وإستراتيجية تجنّب للوضع السياسي القائم في البلاد، لأن رئيس الدولة غير متأكد من الحصول على الأغلبية النيابية في نهاية الجولة الثانية من الانتخابات الأحد المقبل. داعياً الرئيس الفرنسي إلى إظهار نوع من المسؤولية.

وتشهد فرنسا يوم الأحد المقبل جولة ثانية من الانتخابات التشريعية، ستكون حاسمة لمعرفة ما إذا كان الرئيس ماكرون سيتمكن من نيل الأغلبية البرلمانية التي تسمح له بتمرير التشريعات والقوانين في البرلمان الفرنسي، لكن ذلك يبقى غير محسوم مع تمكن “الاتحاد الشعبي البيئي الاجتماعي الجديد” (وهو تحالف أحزاب اليسار) من التقدم على تحالف ماكرون “معاً” في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية قبل نحو أسبوع.

الموقف الحاد من زيارة ماكرون في صفوف الحزب الجمهوري لم ينسحب على جميع الأعضاء، إذ دافع رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه عما فعله الرئيس الفرنسي، وقال إن “الوقت قد حان لإيمانويل ماكرون للذهاب إلى أوكرانيا حتى لو كان ذلك في الفترة الفاصلة بين جولتي الانتخابات التشريعية”.

من جانبها، قالت زعيمة حزب “التجمع الوطني” من أقصى اليمين مارين لوبان: “أنا، لا يصدمني إطلاقاً أن يذهب رئيس الجمهورية إلى كييف، خصوصاً عندما نشارك كبلد في عملية دبلوماسية هدفها الحصول على السلام”، لكنها استدركت قائلة “ربما يكون الأمر الأكثر إثارة للتساؤل (…) هو حقيقة اختيار الذهاب إلى هناك قبل ثلاثة أيام من الانتخابات التشريعية”، متهمة ماكرون بأنه “لا يفعل أي شيء من دون وجود دافع انتخابي خفي. يستخدم إيمانويل ماكرون أسلوب أمراء الحرب في محاولة للتأثير على الانتخابات التشريعية”.

وكان الرئيس الفرنسي قد وصل إلى أوكرانيا في زيارة مفاجئة، رفقة المستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي صباح الخميس، وقاموا بجولة في أربين، إحدى مدن ضواحي كييف التي أصبحت رمزاً للدمار والفظائع التي ارتكبت خلال احتلال المنطقة من قبل الجيش الروسي قبل أن تستعيدها القوات الأوكرانية.