فضيلة الكادي.. مصممة مغربية تعرض أزيائها بصندوق النقد الدولي

وتعتبر الكادي من المصممات العصاميات، اللواتي استطعن التغلب على كل الصعاب من أجل تحقيق الذات وبلوغ الهدف، متسلحات بالعزيمة والطموح.

وتتميز أزياء فضيلة الكادي بالرقي والأصالة حيث تحرص على استعمال الطرز المغربي مع إضفاء لمسة عصرنة، ما جعل عدد من مشاهير العالم يختارون ارتداء تصاميمها من بينهم إيفانكا ترامب وويل سميت.

حب لعالم الأزياء

الشغف بعالم الموضة ظهر لدى فضيلة الكادي في سن مبكرة حين كانت ترافق والدتها في زياراتها لمحلات بيع الأقمشة أو عندما كانت تحضر ورشات تعلم الخياطة في مسقط رأسها بمدينة سلا، حيث بزغت مواهب الفتاة في صناعة الأزياء وبدأ معها الحلم بالوصول للعالمية يكبر يوما بعد يوم بداخلها.

تقول الكادي لموقع “سكاي نيو عربية”: “كنت مولوعة بفن الطرز منذ الصبا، وكنت دائما أداوم على حضور ورشات الخياطة والطرز في مدينتي سلا، قبل الالتحاق بإحدى المدارس المتخصصة في الموضة وتصميم الأزياء في العاصمة الرباط قصد الاستفادة من تكوين أكثر عمقا”.

وترى المصممة، بأن احتراف عدد من أفراد أسرتها فن الطرز والنسيج، كان له فضل كبير في صقل موهبتها في هذا المجال وشكل بالنسبة لها دافعا من أجل الاحتكاك أكثر بأصول الحرفة وعزز لديها عشقها لمجال الموضة.

الإقلاع نحو العالمية

لقاء الكادي بمصمم الأزياء العالمي إيف سان لوران كان منعرجا مهما في مسارها المهني، حيث أكدت أنه قدم لها الدعم والتشجيع لعرض أزيائها بعاصمة الموضة باريس، بعد أن أبدى إعجابه بتصاميمها في إحدى عروض الأزياء بمدينة طنجة سنة 1999.

تقول الكادي إن “الراحل إيف سان لوران شجعها في بدايتها من أجل دخول هذا الميدان من باب العالمية، وهو ما عزز لديها الثقة بمؤهلاتها بعد أن كان ولوجها إلى عالم الأزياء محتشما، وإمكانياتها حينئذ محدودية”.

وإلى جانب إيف سان لوران تعتبر الكادي أن لقائها بالمصور الفني الإيطالي بول كوريل، كان نقطة تحول أخرى في مسارها، حيث ساعدها هذا الخير على تنظيم معرض بإيطاليا فتح لها المجال لتوسيع دائرة معارفها وتسويق تصاميمها.

وبالإضافة إلى الدعم الذي قدمه لها الراحل إيف سان لوران وبول كوريل فإن فضيلة الكادي تعتبر بأن مفتاح النجاح في أي مجال يكمن قبل كل شيء في ثقة الشخص في قدراته ومواهبه و في المثابرة وعدم الاستسلام مهما كانت الظروف.

وقد عرضت الكادي تصاميمها في عدد من عواصم العالم كان آخرها معرض نظم الأسبوع المنصرم في مقر مؤسسة صندوق النقد الدولي بواشنطن، إذ تؤكد الكادي أن المعرض لقي إقبالا كبيرا من لدن الزوار الذين لم يخفوا إعجابهم بالتصاميم المغربية المعاصرة.

تصاميم تغري مشاهير عالميين

تصاميم الكادي التي تحرص من خلالها على الجمع بين التقاليد العريقة في فن الطرز المغربي مع استعمال أرفع أنواع الأقمشة، أغرت الناس من شتى أنحاء العالم أبرزهم إيفانكا ترامب، وباربرا ستريزن ودانيال اوتويل وويل سميث.

تقول الكادي، بأن شخصيات عالمية معروفة ارتدوا تصاميمها من ضمنهم ابنة الرئيس الأميركي السابق إيفانكا ترامب التي اختارت تصاميم من توقيعها خلال زيارتين منفصلتين إلى المغرب.

وتؤكد المصممة المغربية، بأن إقبال شخصيات عالمية على ارتداء تصاميم تنهل من التقاليد العريقة للطرز المغربي، يعد مبعث فخر بتراث المغرب ومصدر اعتزاز بالنسبة لها.

وإلى جانب مشاهير العالم تشير الكادي على أن السياح الأجانب باتوا يقبلون على محل الأزياء الخاص بها في مدينة مراكش، باحثين عن تصاميم تمزج بين الأصالة والمعاصرة، وتذكرهم بمقامهم في المغرب.

مدرسة لتعليم فن الطريز

رغم نجاحها في عالم الموضة والأزياء، ظلت الكادي مرتبطة بمسقط رأسها، وافتتحت في مدينة سلا مدرسة لتلقين فن التطريز والخياطة بالمجان، من أجل مساعدة الموهوبين من أبناء الأسر الفقيرة والأطفال اليتامى والمتخلى عنهم.

تؤكد الكادي، أن الهدف من إحداث هذه المدرسة يتمثل في الحفاظ على إرث يتمثل في فن الطرز المغربي ونقله إلى الأجيال الصاعدة، ومساعدة الشباب من ذوي الدخل المحدود والمنقطعين عن الدراسة على الحصول على تكوين في مجال الخياطة والطرز.

وتشدد المصممة المغربية بأن هذا التكوين من شأنه أن يساعد الشباب في الحصول على وظيفة تمكنهم من تأمين دخل مادي وحياة كريمة في المستقبل.