عمرو عبد الجليل يكشف كواليس “الضاحك الباكي”

ومفتخرا بقيامه بدور نجيب الريحاني في المسلسل، يقول عمرو عبد الجليل لموقع “سكاي نيوز عربية” إنه يمثل له “قفزة كبيرة في مسيرته الفنية، وكان من الأحلام البعيدة المنال”.

واستغرق المسلسل في تحضيره 10 أعوام، ويبرر عبد الجليل ذلك بأنها كانت مطلوبة “للإعداد النفسي والشخصي للإمساك بتفاصيل شخصية الريحاني. الشخصية الفذَّة من حيث المحتوى والأداء، ولا يجب أن يقل تمثيل الشخصية عن حقيقتها ووهجها”.

ويضيف الفنان المصري: “إنه ليس من السهولة الوصول لمفاتيح الشخصية، فطموح الممثل يتضاعف عندما يتصدى لإجادة دور ممثل، وليس أي ممثل.. إنه الريحاني”.

بدأت الشاشات المصرية عرض الإعلان الترويجي للمسلسل “البرومو”، المقرر بدء بث أولى حلقاته في 22 أكتوبر الجاري، ويستمر طوال نوفمبر المقبل.

اختيار الاسم

“الضاحك الباكي” وصفٌ اشتهر به الريحاني، الذي وإن أبدع في الكوميديا الضاحكة، إلا أنه كذلك أبدع في أدوار السخرية المريرة من بعض ما كان يمر به المجتمع في أيامه.

بدأ الريحاني مشواره على خشبة المسرح بداية القرن الـ20، وأشهر أدواره “كشكش بك”، ويجسد عمدة قرية “كفر البلاص”، وقدمها في شكل ساخر ينتقد إسراف بعض عمد القرى في إنفاق أموالهم في الكازينوهات الأجنبية، وسقوطهم في فخ الديون.

وبعد أن فتحت السينما أبوابها في مصر، دخلها الريحاني عام 1937 بسلسلة أفلام منها: “سلامة في خير”، و”سي عمر”، و”لعبة الست”، واختتمها بـ”غزل البنات” في 1949، وهو عام وفاته بمرض التيفود عن عمر 60 عاما.

 عودة محمد فاضل

المسلسل الجديد سيناريو وحوار الكاتب محمد الغيطي، بينما يمثل إحدى مزايا المسلسل عودة المخرج محمد فاضل للعمل التلفزيوني بعد غياب 12 عاما.

فاضل اشتهر في إخراج المسلسلات المصرية ذات البصمة، ومنها “القاهرة والناس”، و”عصفور النار”، “أبو العلا البشري”، “الراية البيضا”، إضافة إلى أفلام منها “ناصر 56″، و”كوكب الشرق”.

وآخر أعماله “السائرون نياما” عن كفاح المصريين ضد بطش وظلم المماليك في العصور الوسطى.

ومن الممثلين المشاركين في “الضاحك الباكي”، عمرو عبد الجليل في دور الريحاني، وفردوس عبد الحميد في دور والدته، ورزان مغربي في دور بديعة مصابني زوجته.

سيرة وطن وقصة فنان

في تصريحات تلفزيونية للمخرج محمد فاضل عن تفاصيل “الضاحك الباكي”، اعتبر أن المسلسل “لا يقدم فقط سيرة ذاتية للريحاني، لكن كذلك سيرة للمجتمع المصري من خلال قصة حياة الفنان الكبير، بداية من 1900 حتى 1949”.

تكتسب هذه الفترة زخمها من أنها كانت ضمن الاحتلال الإنجليزي لمصر، وكان للريحاني دور عبر فنه في مقاومة هذا الاحتلال، خاصة في إرشاد المصريين للبعد عن العادات والسلوكيات الخاطئة التي نشرها المحتلون، بل شارك مع صديق عمره الأديب عبد البديع خيري في الخروج في ثورة 1919 التي طالبت بجلاء المحتل.

وبشيء من التفصيل، يوضِّح فاضل أن المسلسل له أهداف أخرى غير السيرة الذاتية التقليدية “فهو يقدم معاناة الريحاني حتى وصل لمكانته، ووصف حال المسرح في مصر، والأحداث السياسية مثل ثورة 1919، وتأثر مصر بالحرب العالمية الأولى والثانية، وتأثير كل ذلك على الفن، ودور الريحاني في التعبير عن حال البلاد”.