“تمدد الصيف” في الجزائر يخلط الفصول.. ويربك تجار الألبسة

وفرض هذا الوضع المناخي الذي يتمثل باستمرار الموسم الصيفي على الجزائريين مواصلة استخدام المكيفات الهوائية وارتياد الشواطئ والإبقاء على ارتداء الألبسة الصيفية، رغم أن فصل الصيف انتهى حسابيا منذ أزيد من شهر.

ألبسة صيفية على أبواب الشتاء

وأربك استمرار ارتفاع درجات الحرارة خاصة في النهار، وتأخر هطول الأمطار حسابات الجزائريين:

  • المستهلكون بقوا مترددين في اقتناء ملابس شتوية من معاطف وأوشحة ومظلات وأحذية جلدية.
  • تجار الألبسة الجاهزة وجدوا أنفسهم أمام مواصلة عرض سلعتهم من الموسم الصيفي.
  • بقيت الألبسة الخريفية والشتوية على رفوف المحال، وهي التي تم استيراد بعضها أخيرا بعد فترة جائحة كورونا خاصة من تجار “الشنطة”.

ورغم أن العديد من محال بيع الألبسة على طول شارع ديدوش مراد وسط الجزائر العاصمة شرعت في عرض مختلف الألبسة الشتوية من مختلف “الماركات” مثلما رصده موقع “سكاي نيوز عربية”، إلا أن هاجس التجار يتمثل في التخوف من ركود وإن كان “مؤقتا” فإن لا أحد يعرف نهايته.

وكانت الحركة في سوق “كلوزال” للألبسة وسط العاصمة بطيئة، السبت، فيما أجمع تجار على ركود في نشاط بيع الملابس الشتوية في الفترة الأخيرة وهو ما لم يحدث منذ سنوات بسبب تغير المناخ.

  • قال أحد الباعة بيما كان يرتب سلعه على الطاولة لـموقع “سكاي نيوز عربية” إنه “لا يزال مرتديا لألبسة الصيف بسبب حرارة الطقس، فكيف يمكن إقناع الزبون بشراء الألبسة الشتوية؟”.
  • اعتبر زبون أن “الشراء متعلق بنفسية الفرد، والحاجة هي التي تدفعه لاقتناء الشيء، ففي ظل طقس حار حتى في موسم الشتاء لا يمكن له شراء لباس شتوي علاوة على ارتفاع أسعار هذه الألبسة الجديدة”.

تغير المناخ

بالنسبة إلى رئيس الاتحاد العام للتجار والحرفيين، حزّاب بن شهرة، الذي علق على ظاهرة تأثير تمدد تواصل حرارة الطقس على تجارة الألبسة، بالقول إن “التاجر محكوم بقواعد الربح والخسارة في تعاملاته المهنية، ولذلك لا بد أن يتأقلم مع أي وضع يفرض عليه، مثلما هو حال تغير المناخ”.

ويرى بن شهرة في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية” أنه “من الأمر العادي أن يجد التاجر نفسه أمام سلع لم تُبع بسبب خلل طبيعي ليس يملك حلا له، ولكن المطلوب منه أن يتأقلم مع الوضع، فالتاجر أمامه عدة تغيرات وليس تغير المناخ وتغير القوانين فقط، ولذلك لا بد أن يكون على دراية بكل هذه الظروف”.

في المقابل، يشدد أنه “لا يزال يفصلنا عن دخول فصل الشتاء أزيد من شهر”، وبالتالي فإن الوقت كاف –حسب تعبيره- أمام التجار لترويج سلعهم، مستبعدا الحديث عن ركود طويل الأمد.