جدل وسخط في تونس بسبب تشكيلة المونديال النهائية

وبعد أيام من هدوء الزوبعة التي أفرزتها تصريحات المسؤولين في اتحاد كرة القدم، وذلك في أعقاب مذكرة الفيفا التي وصلت مقر الاتحاد لطلب توضيحات حول تدخل الحكومة في إدارة شؤون كرة القدم، تجدد الجدل عقب كشف قائمة اللاعبين الذين وجه لهم المدرب جلال القادري الدعوة للسفر إلى الدوحة لتمثيل تونس في المونديال حيث لم تنقطع ردود الفعل في وسائل الإعلام وفي محيط نسور قرطاج إزاء ما وصف بالفوضى التي تشهدها تحضيرات منتخب تونس.

 وقبل أن يخوض مساء الأربعاء، آخر مباراة ودية إعدادية لكأس العالم أمام منتخب إيران، وصلت بعثة منتخب تونس الاثنين إلى الدوحة، لكنها خلفت وراءها عاصفة من الانتقادات وموجة غضب عارمة على مدرب النسور جلال القادري ورئيس اتحاد الكرة وديع الجريء، بوصفهما المسؤولين الأساسيين عن اختيار قائمة اللاعبين وفق ما أكدته جل وسائل الإعلام المحلية.

محاباة

وأعلن الاتحاد التونسي لكرة القدم عن قائمة من 26 لاعبا لتمثيل تونس في النهائيات، لكن توجيه الدعوة لأربعة حراس مرمى كان كافيا ليفرز سيلا من الاتهامات للجهاز الفني بمحاباة بعض اللاعبين على حساب آخرين، وبتوجيه الدعوة لعدد من اللاعبين المصابين وغير الجاهزين بشكل تام للمشاركة في المونديال.

وسيكون كل من أيمن دحمان ومعز حسن وبشير بن سعيد وأيمن المثلوثي، ضمن قائمة تونس للمونديال، لكن عددا من المراقبين اعتبروا أن توجيه الدعوة للمثلوثي وحسن تم على أساس المحاباة والصداقات، وليس على أساس الجاهزية.

و في مقابل ذلك تم استبعاد صانع ألعاب نادي أبها السعودي، سعد بقير من القائمة قبل ساعات معدودة من السفر إلى الدوحة، وذلك بعد أن شارك في كل مراحل التحضيرات مما اعتبر مظلمة صارخة في حق اللاعب، فيما تم بالتوازي مع ذلك عدم توجيه الدعوة لكل من سيف الدين الخاوي ومرتضى بن وناس وأسامة الحدادي الذين كانوا ضمن قائمة النسور خلال المباريات الودية الأخيرة.

 من جهته، أدلى سعد بقير بتصريحات نارية عقب استبعاده من معسكر تونس، قائلا إنه يشعر بظلم صارخ في حقه بعد إقصائه بطريقة مهينة وقاسية بحسب تصريحات أدلى بها لوسائل الإعلام عند مغادرته مقر إقامة منتخب تونس يوم الثلاثاء.

وقال بقير: “عندما طلب المدرب جلال القادري التحدث معي على انفراد كنت أعتقد أنه سيحدثني عن بعض الأمور الفنية استعدادا للمباراة الأولى للمونديال، لكنه أخبرني بأنه سيتم استبعادي من قائمة اللاعبين النهائية ولما طلبت توضيحا حول أسباب ذلك القرار لم أحظ بإجابة.”

وتابع بقير الذي يحترف بنادي أبها السعودي: “ما أدركه جيدا أن رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم وديع الجريء هو من اتخذ قرار استبعادي من قائمة المونديال، أشعر حقيقة بخيبة أمل كبرى وصدمة شديدة جراء ما تعرضت له من مظلمة، سأشجع زملائي في مونديال قطر ولكن لن أنسى المكيدة التي دبرها لى اتحاد الكرة بإقصائي من المشاركة.”

وشهدت منصات التواصل الاجتماعي جدلا واسعا واتهامات لرئيس اتحاد كرة القدم في تونس وديع الجريء بأنه صاحب القرار في دعوة اللاعبين وتحديد القائمة وأن المدرب جلال القادري لا يملك سلطة اتخاذ القرارات داخل المنتخب.

مخاوف وطموحات
بدوره، يرى المدرب السابق لمنتخب تونس مراد محجوب أن التحضيرات التي أجراها منتخب تونس قبل المونديال اتسمت بالفوضى والعشوائية، وانتهت بجدل حول القائمة النهائية للاعبين والاختيارات الفنية للمدرب.

وفي تصريحات خص بها سكاي نيوز عربية، قال مراد محجوب: “الكرة التونسية تعيش على وقع الفوضى منذ سنوات، وما يحدث حاليا في معسكر نسور قرطاج ليس سوى صورة مصغرة للواقع المؤلم لكرة القدم وطريقة التسيير العشوائي والتي يشرف عليها أشخاص يفتقرون إلى الكفاءة والمسؤولية.”

 

وتابع: “قائمة المنتخب لم تتم على أسس الجاهزية والدليل أن الإعلان عنها تخلله الكثير من التردد في إتخاذ القرارات، ما ينبغي التأكيد عليه هو أن المنتخب التونسي لا يضم لاعبين ينشطون بانتظام في أنديتهم، وهذا ما قد يزيد المهمة تعقيدا، هناك مخاوف في الشارع الرياضي من أن يدفع المنتخب ثمن الاختيارات الخاطئة.”

ويرى المدرب السابق لنسور قرطاج أن طموح التأهل للدور الثاني سيصطدم دون شك بعراقيل عديدة من بينها عدم جاهزية بعض اللاعبين واضطراب مواعيد مباريات الدوري وتراجع الأندية التونسية في المسابقات القارية، مضيفا: “علينا الاعتراف أن منتخبنا وقع في مجموعة صعبة وتضم بطل العالم فرنسا، فضلا عن الدنمارك المنتخب القوي وأستراليا الطموحة التي تبحث عن إحداث المفاجأة ولابد من الحذر منها.”

وعزز منتخب تونس صفوفه بـ 11 لاعبا محترفا بأوروبا، هم وجدي كشريدة من أتروميتوس اليوناني ومحمد دراغر من لوسيرن السويسري ومنتصر الطالبي من لوريون الفرنسي وديلان برون من سالرنيتانا الإيطالي والياس السخيري من كولن الألماني وحنبعل المجبري من بيرمنغهام الإنجلبزي وعيسى العيدوني من فرينكفاروش المجري وأنيس بن سليمان من بروندبي الدانماركي وعصام الجبالي من أودنسي الدانماركي ووهبي الخزري من مونبيليي الفرنسي و علي العابدي من كون الفرنسي.

كما استعان منتخب نسور قرطاج بـ 15 لاعبا يتوزعون بالدوري المحلي وبعض الدوريات العربية وهم معز حسن ونادر الغندري (الأفريقي) وأيمن المثلوثي (النجم الساحلي ) وأيمن دحمان (الصفاقسي) وبشير بن سعيد (الاتحاد المنستيري) وغيلان الشعلالي ومحمد علي بن رمضان وياسين مرياح (الترجي التونسي) وعلي معلول (الأهلي المصري) وسيف الدين الجزيري (الزمالك) ونعيم السليتي (الاتفاق السعودي) وبلال العيفة وياسين الخنيسي (الكويت الكويتي) ويوسف المساكني (العربي القطري) وفرجاني ساسي (الدحيل القطري).
وتعليقا على الجدل الذي أثارته قائمة اللاعبين، قال مدافع منتخب تونس السابق حمدي المرزوقي لسكاي نيوز عربية إن “المدرب هو المسؤول الأول

عن اختيار قائمة اللاعبين وأن من سيمثلون تونس في المونديال هم الأفضل على الساحة حاليا مشيرا إلى أن إرضاء الجماهير غاية لا تدرك مهما كانت الخيارات وفق قوله.

 وقال المرزوقي الذي خاض مع تونس كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان: “مقاييس دعوة اللاعبين تخضع أحيانا لعنصر الجاهزية ولكن قبل ذلك لفلسفة المدرب التكتيكية وخياراته الفنية، الآن يحتاج نسور قرطاج إلى هدنة تتوقف فيها الانتقادات والجدل حتى تتضاعف الحظوظ للعبور للدور الثاني للمرة الأولى في تاريخ البلاد، علينا أن ننظر بواقعية وتفاؤل للمباراة الأولى أمام الدانمارك والتي أعتبرها مفتاح الدور الثاني.”
وأضاف أن “الجهاز الفني سيكون مدعوا لتقييم النتائج التي حققها والمحاسبة ولكن ذلك لن يكون قبل إنهاء المشاركة في المونديال والعودة إلى تونس بحسب قوله.”

وتلعب تونس مونديال قطر 2022 ضمن المجموعة الرابعة إلى جانب فرنسا وأستراليا والدانمارك وتستهل مشاركتها في كأس العالم بمواجهة الأخيرة يوم 22 نوفمبر الجاري.

اترك تعليقاً