السودان.. وفيات اللاعبين أثناء المباريات تثير جدلا واسعا

وشهدت الملاعب السودانية خلال السنوات الماضية عدد من حالات وفيات اللاعبين داخل الميدان إما بسبب هبوط مفاجئ في الدورة الدموية، أو التعرض لحالة “بلع اللسان”.

وفي 2010، توفي المحترف النيجيري في صفوف نادي المريخ إيداهور، خلال مباراة في الدوري الممتاز بملعب النادي بمدينة أم درمان شمال العاصمة الخرطوم؛ وذلك لأسباب تتعلق بهبوط حاد في الدورة الدموية أدى إلى سكتة قلبية أودت بحياته خلال دقائق معدودة داخل الملعب.

يحدث بلع اللسان أثناء اللعب إما بسبب تعرض اللاعب لضربة عنيفة ومفاجئة على الرقبة، مما يؤدي إلى حدوث ردة فعل عكسية فينسحب اللسان للداخل؛ أو إصابة مباشرة للفك السفلي عن طريق ضربة عنيفة أو سقوط مباشر بعد الاشتراك مع لاعب آخر أو نتيجة إغماء.

 وتكررت مثل هذه الحوادث 9 مرات داخل الملاعب خلال السنوات الماضية؛ وراح ضحيتها 6 لاعبين في أندية مختلفة، وتم إنقاذ 3 آخرين معظمهم تعرض لبلع لسانه نتيجة سقوط عادي أثناء اللعب.

 ويلخص الصحافي والناقد الرياضي التجاني محمد أحمد رئيس تحرير جريدة “القلعة الحمراء” الناطقة باسم نادي المريخ، الأسباب التي تؤدي إلى تلك الوفيات في نقص الإمكانيات الإسعافية السريعة داخل الملاعب، وعدم الكشف الطبي الدوري الدقيق على اللاعبين، إضافة إلى عدم وجود أخصائي تغذية في معظم الأندية.

وقال أحمد لموقع “سكاي نيوز عربية” إن الكثير من الأندية السودانية لا تهتم بالمتابعة الطبية المستمرة للاعبين إلا بعد إصابتهم بكسور أو إصابات ملاعب عادية؛ كما لا تهتم أيضا بالنظام الغذائي السليم الذي يحافظ على صحة اللاعب.

 ويضيف “في أحيان كثيرة لا توجد سيارات اسعاف في الملاعب في معظم المباريات التي يمكن تقع إصابات متنوعة خلالها”.

وبعد تطبيق الاحتراف في الملاعب السودانية في العقد الأول من القرن الحالي ألزمت الأندية بإجراء الفحوصات الطبية على اللاعبين قبل تسجيلهم؛ لكن وفقا لأحمد، فإن عدم اللياقة الطبية ظهرت لدى الكثير من المحترفين بعد إكمال تسجيلهم.

وفي الواقع؛ تفتقد معظم أندية كرة القدم بالعاصمة والأقاليم الأخرى إلى أبسط الإمكانيات التي تحافظ على سلامة اللاعبين، كما تفتقد الملاعب للتأمين الكافي.

 وفي فبراير 2022، لقي خمسة لاعبين حتفهم غرقا في منطقة بشمال الخرطوم أثناء عبورهم نهر النيل بمركب متهالك للعب مباراة مع فريق آخر في مدينة تقع على الضفة الغربية للنهر. وبعد هذه الحادثة بنحو ثلاثة أشهر؛ قتل ثلاثة لاعبين على أيدي مسلحين أثناء أدائهم حصة تمرينيه عادية في أحد الملاعب بمنطقة دارفور غرب السودان.

أرقام صادمة

  •  3 ملاعب فقط من الملاعب الكبيرة التابعة للأندية السودانية واتحادات كرة القدم والمقدرة بأكثر من 50 ملعبا مستوفية للمعايير الفنية التي تضمن سلامة اللاعبين.  
  • 20 ألف شخص يموتون سنويا في مختلف أنحاء العالم أثناء ممارسة الرياضة؛ معظمهم بسبب أزمات قلبية مفاجئة.
  •  تراجع متوسط العمر المفيد للاعبي كرة القدم المحترفين من 12 إلى 6 سنوات بسبب تزايد الجهد المطلوب في الملاعب في ظل احتدام المنافسة والجرعات التدريبية البدنية الزائدة التي استدعتها التحولات الحالية في كرة القدم.

اترك تعليقاً