غياب الدولة اليمنية

بقلم / محمد خالد عنتر

(الدولة اليمنية) مصطلحٌ غاب عنا لسنوات ولم يعد له اليوم أي وجود، تعيش اليمن حالياً عهداً حقيقياً من الضياع واللا دولة، عهد يخلو من مفاهيم كانت يوماً ما أساساً ومرجعاً لكل اليمنيين.

انهارت الدولة اليمنية انهياراً كلياً ولم تعد قادرةً على اثبات نفسها، وهذا الانهيار هو محصلة الحرب العبثية التي دارت رحاها منذ مطلع ٢٠١٥م ولم تظهر بوادر انقضائها حتى اللحظة.

ولكن ما ظهر بالفعل وبكل جرأة ووقاحة هو حالة الفقدان الذي يعانيه اليمن منذ اربع سنوات، وتشرذم اليمنيين وانقسام الداخل اليمني بحيث أصبحت بلادنا عبارة عن كنتونات متصارعة تأكل بعضها بعضاً.

اصبح يمننا يغوص في دواماتٍ من العنصرية والمناطقية في جنوب البلاد وتصنيفات بحسب مسقط الرأس وتصفيات بحسب الاقليم..

ونيرانٌ من المذهبية والطائفية في شمالها، وتكفيرٌ غير مباشر لكل معارضٍ سياسي او عقائدي واتهامه بالفسق والضلال.

إن ما نعيشه اليوم هو واقعٌ مرعب ينذر بمستقبلٍ مدمر لليمن ارضاً وانساناً، وكل هذا نتيجة غياب الشكل الرسمي للدولة والنظام وظهور بدائل هشة تتعامل وفق سياسات حكم القوي وسلطة الامر الواقع، والحقيقة انه لا بديل للدولة والنظام ابداً، والحقيقة الأعظم أن لا شيء مما تعيشه جمهوريتنا المسلوبة يعتبر دولةً ونظاماً، فوضعية المزاجية والحكم بغير الدستور التي نخضع لها في كل البلاد بشمالها وجنوبها لا يمكن في يومٍ من الأيام أن تعبر عن اليمن ككل.

كم اتمنى أن يحل علينا ذلك العرس الوطني الكبير قريباً حين نجتمع كلنا ونشكل دولةً يمنية لا غلبة فيها لأحد،

دولةٌ تمثلنا جميعاً، نثق بها ونركن إليها في حلنا وترحالنا، حيث يكون لصفتنا اليمنية في البطاقة الشخصية أو جواز السفر ثقلٌ امام الآخرين، لا أن نبقى دولة عصابات وجماعات كلٌ منها عدوٌ للآخر وجميعها متفقة على أن الوطن غنيمة والمواطن ملك يمينٍ بين أيديهم.

اترك تعليقاً