من هو محمد توفيق علاوي الذي تم تكليفة بتشكيل الحكومة العراقية؟


مأرب اليوم – شؤون عربية :

كلف الرئيس العراقي برهم صالح، اليوم السبت، السياسي الليبرالي، محمد توفيق علاوي، بتشكيل الحكومة العراقية.

وأكّد علاوي في تسجيل مصور بث على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ الرئيس العراقي كلّفه بتشكيل الحكومة الجديدة، في خطوة غير متوقعة، إذ جرت العادة وفقاً للسياقات الدستورية أن يكون التكليف بمحضر رسمي وخلال اجتماع يشارك به رئيس البرلمان ورئيس مجلس القضاء الأعلى في البلاد.

وكان علاوي قد تنافس من قبل على المنصب نفسه مع الوزير السابق علي الشكري، ورئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي، وكان قريباً من تعيينه رسمياً قبل أن تتأجل العملية برمتها، ثمّ يعلن مرشحاً لإدارة المرحلة الانتقالية قبل قليل.

وعقب إعلان تكليفه، طالب علاوي العراقيين بمواصلة التظاهر حتى تحقيق جميع مطالبهم. كما طالبهم بالوقوف إلى جانبه من أجل تنفيذ مطالب المتظاهرين، ووعدهم بمحاسبة القتلة وتعويض أسر الشهداء وتحديد موعد للانتخابات المبكرة ومحاربة الفساد.

وبين أنّه سيقوم بمكاشفة الشعب في حال حاولت الكتل السياسية فرض مرشحيها للوزارات، مؤكدًا أنه مستعد للتخلي عن هذا التكليف إذا فشل في تشكيل حكومة ترضي الشعب.

وتكشف وثيقة مسرّبة حملت توقيع عدد من قادة الكتل السياسية التي توصف بالقريبة من إيران، أنّ اختيار محمد توفيق علاوي لرئاسة الوزراء سيكون لقاء تعهده بإنفاذ اتفاقية الصين التجارية، والالتزام بقرار إخراج القوات الأميركية من البلاد. وحملت الوثيقة توقيع هادي العامري، رئيس تحالف الفتح، إضافة الى قادة كتل سياسية أخرى.

من يكون توفيق علاوي؟

وبرز اسم علاوي كمرشح لرئاسة الوزراء، بعد رفع صورته مع عدة شخصيات سياسية أخرى من قبل بعض الناشطين في ساحات التظاهر، بعد ذلك تبنى نحو 170 عضوا في مجلس النواب ترشيحه لرئاسة الوزراء للمرحلة الانتقالية، في حملة قادها النائب محمد الخالدي الذي أوصل تواقيع النواب لرئيس الجمهورية، برهم صالح، الذي اقتنع به كأحد الخيارات المطروحة.

ولد محمد توفيق علاوي في بغداد، عام 1954، التي أنهي دراسته الابتدائية والثانوية فيها ليلتحق بعدها بكلية الهندسة المعمارية في جامعة بغداد، إلا أنه لم يكمل دراسته فيها بسبب عمله السياسي المعارض لنظام الحكم حينها، فغادر إلى بيروت عام 1977 ليحصل على البكالوريوس في الهندسة المعمارية من الجامعة الأميركية عام 1980.

وعلى الرغم من دخوله ميدان التجارة في وقت مبكر من حياته، إلا أن نظام الرئيس الراحل صدام حسين صادر جميع أمواله وأموال أسرته، ما اضطره للعمل في مجال التصميم المعماري والتجارة في بريطانيا ولبنان.

عمل في منظمات دولية معنية بمجالات مختلفة، أبرزها منظمة “الحوار بين الأديان” ذات الصفة الاستشارية في الأمم المتحدة، ومنظمات إغاثية أخرى.

دخل ميدان العمل السياسي متأثرا بأفكار محمد باقر الصدر، وانتمى إلى “حزب الدعوة الإسلامية” قبل أن يغادر الحزب باتجاه حركة الوفاق “الليبرالية” بزعامة إياد علاوي، ليتبنى بعد ذلك دعوات إنشاء دولة مدنية قائمة على المواطنة بعيدا عن الأفكار الدينية، ومنذ عام 2005، بقي في خط علاوي بمسميات كتله وتحالفاته المختلفة.

أولى مناصبه كانت الظفر بعضوية البرلمان العراقي عام 2006، ثم أصبح وزيرا للاتصالات في حكومة نوري المالكي الأولى قبل أن يستقيل عام 2007.

وعام 2008، عاد محمد توفيق علاوي إلى مجلس النواب مرة أخرى بدلا عن النائبة المتوفية، عايدة عسيران، وبقي نائبا حتى انتخابات العام 2010 التي فاز فيها عضوا في البرلمان مرة أخرى، ليصبح في العام ذاته وزيرا للاتصالات للمرة الثانية في ولاية المالكي الثانية.

وعام 2012 استقال من منصبه بسبب خلافات عميقة مع المالكي الذي كان يتدخل في عمل وزارته، نتيجة للمشروع الذي طرحه لوقف الفساد المستشري في الوزارة بغطاء من أحزاب السلطة، وفي العام ذاته شارك علاوي في حوارات لقوى سياسية كانت تهدف إلى سحب الثقة عن المالكي، تعرض بعدها إلى ضغوط كبيرة من الحكومة اضطرته إلى مغادرة العراق من جديد، والعودة نهاية عام 2014 بعد أن تسلم حيدر العبادي رئاسة الوزراء.

عُرف محمد توفيق علاوي بمواقفه الرافضة للطائفية والمحاصصة، كما أنه نشر عشرات الأبحاث والمقالات ذات الطروحات الاقتصادية، التي حملت توصيات ومعالجات لأزمات العراق المتراكمة.