حيرة حول الدوافع والظروف.. جرائم “شهر العسل” تهزُ مصر

وقعت هذه الجرائم خلال فترة قصيرة من الزواج، إذ لم ينقض حتى شهر العسل، فيما تثار أسئلة حول أسباب هذا العنف الزوجي الذي يتحول إلى فظاعات.

الحكاية الأولى بدأت في قرية “أبو رجوان القبلي” التابعة لمركز البدرشين جنوبي محافظة الجيزة المصرية، حيث تحوَّل الفرح إلى مأتم بعدما انتحر العريس .

في تفاصيل القصة، اتضح أن العريس لم ينجح في ما يعرف بـ”ليلة الدُخلة”، بعد محاولات عديدة وهو ما أثار حفيظته، فتوجه للمطبخ محضرًا سكينًا، وطعن نفسه في منطقة البطن.

وعند الفحص والمعاينة تبيّن أن الشاب “خالد.أ.” أنهى حياته بآلة حادة، بعد ساعات من زفافه، وجرى إيداع الجثة بالمشرحة تحت تصرف النيابة العامة.

الفطور

تعود أحداث القضية الثانية إلى يوليو الماضي، عندما تلقى مدير أمن المنوفية، إخطارًا من مستشفى “الباجور العام”، يفيد استقبال شابة تسمى منار عادل، تبلغ 19 عامًا، وهي جثة هامدة في اليوم التالي ليوم زفافها.

بالانتقال والفحص وسؤال شقيقها، أكد أنه  ذهب إلى شقيقته للاطمئنان عليها فوجدها غارقة في دمائها، فيما كان زوجها يحمل سكينا بيده، فتم نقل الجثة لمستشفى الباجور العام.

وكشفت تحقيقات المباحث مع المتهم، أنه ارتكب تلك الواقعة بسبب فشله في أداء واجباته الزوجية، موضحًا أنه كان يخشى أن يتطور الأمر ويعلم الجميع عند زيارتهما في الصباح أنه لم يلمسها فقام بذبحها.

أمَّا القضة الأخرى؛ فهي الأغرب، حيث أقدم محامٍ على قتل زوجته بسبب رفضها تحضير الفطور له، لأنها اشتكت تعبا شديدا.

على إثر ذلك؛ نشبت مشادّة كلاميّة بينهما، فقتلها بطريقة بشعة، واعترف المتهم أنه قتلها بسلاح أبيض”، وبعد الاعتداء عليها بهذه الآلة الحادة، وجد أنها ما زالت على قيد الحياة، فأتى برمح خشبي وغرزه في جسدها.

عقب ذلك، نزل الزوج إلى الدور الأرضي في المنزل، وأتى بساطور وقطع أوصالها وفصل رأسها عن جسدها، وذلك بعد مرور 9 أيام على زواجهما.

وحكمت محكمة جنايات عابدين بالعاصمة المصرية القاهرة بإحالة أوراق المتهم إلى فضيلة المفتي، تمهيدًا لإعدامه.

النشأة والبيئة الاجتماعية

وأرجع استشاري الطب النفسى بالأكاديمية الطبية العسكرية، جمال فرويز، ظاهرة قتل الأزواج لزوجاتهم خلال شهر العسل، إلى ظروف النشأة والبيئة الاجتماعية للزوج والزوجة.

وفسَّر فرويز في تصريحات  لـ”سكاي نيوز عربية” جرائم القتل البشعة التي وقعت مؤخرًا في مصر بالقول  “التشخيص الطبي لهؤلاء يعود لكونهم مصابين بعدد من الأمراض النفسية أهمها أنه شخصية سيكوباتية “اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع”.

وأضاف فرويز “تغيُّر القيم والمبادئ داخل المجتمع وغياب القدوة سبب رئيسي في تفشي ظاهرة قتل الرجال لزوجاتهم وغياب الرحمة والمودة أيضًا، وخاصة بين الشباب من صغار السن وحديثي الزواج”.