معهد بلغة الإشارة في أربيل.. أمل جديد لأصحاب الهمم

منذ تأسيسه قبل 42 عاماً، سمي هذا المكان بالمعهد الخاص للصم والبكم، نظراً لاختلاف مناهجه الدراسية كلياً، عن المناهج المتبعة في المدارس المألوفة، أما تلامذته وطلبته فتتراوح أعمارهم، بين الثامنة والخامسة عشر عاماً، ويتلقون دروساً، في اللغات الكردية والعربية والإنجليزية والرياضيات بلغة الإشارة.

وقالت سوزان عولا مدرسة اللغة الإنجليزية لـ”سكاي نيوز عربية”: “بلا شك أواجه مصاعب كبيرة في تعليم هؤلاء الطلبة، في تعليمهم أسس وقواعد اللغة الإنجليزية، لذلك نستعين بالرسوم التوضيحية، لشرح معاني الكلمات والجمل، بلغة الإشارة التي ينبغي للمدرس إتقانها، كي يوصل المعلومة إليهم على نحو صحيح، وأما قدرتهم على استيعاب الدروس فهي جيدة جداً”.

ولئن كان الصمت التام، سيد الموقف في قاعات الدراسة، يغدو تعليم هؤلاء الطلبة دروس استخدام الحاسوب، أقل عناءً على مدرسيهم، رغم الظروف المعيشية والنفسية العصيبة للكثير من هؤلاء التلاميذ، حيث قالت فوزية محمد، باحثة اجتماعية “الطلبة يدرسون في هذا المعهد 9 سنوات، أي مرحلتي الابتدائية والمتوسطة، ويتم قبول جميع الذين يعانون من الصم والبكم، دون سن الثانية عشرة، بمن فيهم الذين يعانون من مرض التوحد، ولكن أساليب التعليم والرعاية النفسية الدقيقة، تساعد العديد منهم على اجتياز الكثير من الصعاب التي كانت تواجههم، حتى داخل أسرهم”.

ويسمح لخريجي هذا المعهد في نظامه بدرجة متوسطة، فقط إكمال دراستهم في الثانويات المهنية، بغية تعليمهم حرفاً تعينهم على مواجهة الحياة مستقبلاً.

فالتعليم على تواضعه في هذا المعهد الخاص، من شأنه كما يقول القائمون عليه، أنشأ فرص عمل تتناسب وقدرات هؤلاء الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة في العديد من المجالات.

أصحاب الهمم.. طاقات فذة

صنع الممثل الأصم تروي كوتسور تاريخا عندما أصبح أول أصم يفوز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم (كودا)، كما فازت آريانا ديبوز بجائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في الفيلم الموسيقي الكلاسيكي وست سايد ستوري “قصة الحي الغربي”.

وفي فيلم (كودا) وهو اختصار لجملة “ابنة لبالغين من الصم” لعب كوستر دور فرانك روسي، وهو والد مراهقة تكافح لمساعدة أسرتها في أعمال الصيد وتسعى في نفس الوقت لتحقيق طموحها الخاص في مجال الموسيقى.

وقال كوتسور في كلمة ألقاها بلغة الإشارة أثناء استلامه الجائزة “إنه لأمر مدهش أن أكون هنا في هذه الرحلة. لا أصدق أنني هنا.. أهدي الجائزة لمجتمع الصم ومجتمع كودا ومجتمع المعاقين. هذه هي لحظتنا”.

وكان الشخص الأصم الآخر الوحيد الذي فاز بجائزة الأوسكار هي مارلي ماتلين التي شاركت كوتسور في بطولة فيلم (كودا). وفازت بجائزة أفضل ممثلة في 1986.

وفازت ديبوز بجائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن أداء دور أنيتا في فيلم (وست سايد ستوري) الذي أخرجه ستيفن سبيلبرغ.